أختتمت أشغال المنتدى الثاني لمدبري الشأن الترابي ومعاهد التكوين المهتمة بالجماعات الترابية، اليوم الخميس، بمدينة السعيدية، الذي نظمه مجلس جهة الشرق، بشراكة مع وزارة الداخلية، تحت شعار: التعبئة من أجل تنمية رأس المال البشري للجماعات المحلية الإفريقية في أفق بلوغ أهداف التنمية المستدامة في إفريقيا”، بطرح مجموعة من التوصيات العملية حول المقاربات الكفيلة التي من شانها وضع استراتيجيات ملائمة حول السياسات العمومية ورهانات اللامركزية ودعم القدرات البشرية . وعرف المنتدى الذي شارك فيه ممثلين عن 30 دولة إفريقية نجاحا كبيرا، والذي حضره مسؤولون وأطر إدارية مركزية ومحلية ومسؤولون بجماعات ترابية وممثلون عن المجتمع المدني والقطاع الخاص من داخل إفريقيا ومن جهات أخرى من العالم. وجرى تنظيم الدورة الثانية، بعد النجاح الذي عرفته الدورة الأولى التي نظمت بمدينة سلا سنة 2017، والتي لفتت الانتباه إلى الحاجة الملحة للتدخل من أجل تثمين رأس المال البشري للجماعات الترابية في إفريقيا، قصد إضفاء المزيد من المصداقية والفعالية على السياسات اللامركزية. وأشاد المشاركون في المنتدى من مسؤولي الحكومات المحلية الافريقية بالتنظيم المحكم وحفاوة الاستقبال بالجهة الشرقية. وتميز المنتدى، بانعقاد الجمعية العامة الأولى لمديري الموارد البشرية للجماعات الترابية في إفريقيا، التي تروم إنشاء الشبكة المهنية لهذا القطاع على المستوى المحلي، وتسليم شهادات التكوين للفوج الأول من الخريجين المغاربة في مجال التدريب الإقليمي. وفي ختام الأشغال، أكد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، أن المنتدى شكل فرصة مواتية لتبادل الخبرات وتقاسم التجارب، مشيرا إلى انه وبفضل تضافر جهود الجميع “استطعنا سويا إنجاح هذه المحطة التي نأمل أن تفعل نتائجها وتوصياتها ويتم تكريسها على ارض الواقع”. وأشار عبد النبي بعوي، إلى أن عملية إرساء أسس التدبير الترابي الجيد تطلبت استحضار مقومات الاستثمار الأمثل للرأسمال البشري المرتكز على تقوية قدرات ومؤهلات وتطوير مهارات الموارد البشرية، قبل أن يضيف قائلا:”وذلك حتى نتمكن جميعا من الاستجابة لتطلعات وطموحات المواطنين، ونكون في الموعد مع التنمية المستدامة”. وأبرز بعوي، أن المنتدى اكتسى طابعا خاصا ليس بالنظر للشخصيات المشاركة فيه، لكونه يعتبر حافزا للاستفادة من التجارب المتميزة والممارسات الفضلى،وفرصة للاستئناس بالمقاربات والاستراتيجيات الكفيلة بدعم وتعزيز منظومة الحكامة الترابية. وأعرب بعوي، عن سعادة مجلس جهة الشرق، بتنظيم هذا الحدث بتراب جهة الشرق، والتي قال عنها أنها شكلت بوابة في اتجاه إفريقيا ونقطة ارتكاز مغاربية وجسرا نحو أوروبا. وكما أكد المشاركون في المنتدى، الذي استمر لمدة يومين، على ضرورة تطوير الإدارة الترابية في إفريقيا من خلال تبني إستراتيجية مدمجة تولي مكانة خاصة للرأسمال البشري، وتعطي الأولوية لمقاربة النوع. وعكف المشاركون، على بحث أهم الإصلاحات التي ينبغي مباشرتها للارتقاء بمستوى أداء الإدارات المحلية وتحسين تدخلاتها وجعلها قادرة على جذب واستقطاب أطر شابة مستعدة للانخراط في مسار مهني يهم التدبير الترابي. وعرفت أشغال الجلسة الختامية للمنتدى، رفع برقية ولاء وإخلاص من طرف رئيس مجلس جهة الشرق، الى الملك محمد السادس، معربا من خلالها عن نجاح المنتدى الذي شكل فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب، والأهداف التي يروم إبرازها على ارض الواقع. وتضمن برنامج الدورة الثانية، ورشات حول التعبئة من أجل الاستثمار في الرأسمال البشري في الجماعات الترابية الإفريقية كمطلب أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ مبدأ الحكامة الجيدة، وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية على المستوى الإقليمي. وشكل المنتدى، فرصة لإعادة التأكيد على التزام جهة الشرق بالعمل على تطوير شراكات تضامنية متينة مع مختلف الجماعات المحلية الإفريقية، قصد الإسهام المشترك في تحقيق مشاريع التنمية البشرية وتحسين ظروف عيش الشعوب الإفريقية.