تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في ساحة الثورة وسط العاصمة الإيرانية طهران. وتظهر هذه الفيديوهات المنشورة أمس السبت لحظات فض عناصر الأمن المظاهرة في الساحة. وأغلقت السلطات محطات مترو الأنفاق وسط العاصمة للحيلولة دون تدفق مزيد من المتظاهرين إلى محيط جامعة طهران. وأفادت وكالة «فارس» الإيرانية أن بين 50 و70 متظاهرا احتشدوا وسط المدينة مرددين شعارات سياسية مناهضة للحكومة، مضيفة أن قوات الأمن فرقت «المشاركين في التجمع غير القانوني»، ورمى بعضهم أفراد الأمن بالحجارة. وفي تسجيل آخر، يطلق المحتجون المعتصمون أمام جامعة طهران هتافات: «إصلاحيون ومحافظون انتهى كل شيء». وجاء ذلك في وقت تتواصل فيه احتجاجات معارضة في مدن إيرانية أخرى، وذلك تنديدا بالغلاء والفساد وانتقادا لسياسات الحكومة الداخلية والخارجية. وتداولت وسائل الإعلام مقاطع فيديو تظهر تجمعا للأكراد في مدينة شهر كرد غرب البلاد، وهم يهتفون: «الموت للديكتاتور». وكذلك، أكدت صور بثتها وسائل الإعلام عن انتشار عناصر الأمن في مدينة تبريز شمال شرق البلاد، تحسبا لاضطرابات جديدة محتملة. وأظهرت أشرطة فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في مدينة قم (شمال) هتفوا «الموت للدكتاتور»، وطالبوا ب»الافراج عن المعتقلين السياسيين». كما أطلق بعض المتظاهرين هتافات مؤيدة للملكية التي أطاحت بها الثورة الاسلامية في 1979. كما ظهر في بعض التسجيلات المصورة متظاهرون يهتفون «لا غزة ولا لبنان، حياتي لايران»، في ما يؤشر إلى غضب من تركيز السلطات على القضايا الاقليمية بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد. وأظهرت الصور التي تم تداولها أيضا عبر تطبيق تلغرام، متظاهرين في مدن رشت (شمال) وكرمنشاه (غرب) وحمدان (غرب) وقزوين (شمال). وتدخلت الشرطة في أماكن عدة، مستخدمة خراطيم المياه، بينما ظهر بعض ضباطها في أشرطة فيديو وهم يحاولون تهدئة المتظاهرين عبر النقاش معه. في ذات السياق ندد الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتقال السلطات الإيرانية للمتظاهرين، وطالبها باحترام حقوق الشعب، مؤكدا أن “العالم يراقب”، كما دعت الخارجية الأميركية دول العالم إلى دعم الشعب الإيراني في مطالبته بحقوقه الأساسية. وكتب ترامب على تويتر “هناك تقارير عديدة تتحدث عن احتجاجات سلمية للمواطنين الإيرانيين الذين ضاقوا ذرعا بفساد النظام وإهداره ثروات البلاد لتمويل الإرهاب في الخارج”. وأضاف ترمب: “على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها بما في ذلك الحق في التعبير عن نفسه. العالم يراقب”. من جهتها، دعت الخارجية الأميركية مساء أمس دول العالم إلى أن تدعم علنا الشعب الإيراني ومطالبه بحقوقه الأساسية وإنهاء الفساد، وأدانت بشدة اعتقال السلطات الإيرانية متظاهرين سلميين وطالبت بالإفراج عنهم، كما دعت “النظام الإيراني إلى احترام حقوق شعبه وأهمها حرية التعبير عن آرائه”.