بلغت حصيلة قتلى المظاهرات في إيران، حتى اليوم، 23 مدنيا، فيما أوقفت السلطات الإيرانية أكثر من 500 من المشاركين في الاحتجاجات، وفق بيانات رسمية، وأخبار تناقلتها وسائل إعلام محلية. وتشهد إيران، منذ الخميس الماضي، مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)، احتجاجا على غلاء المعيشة، وتحولت فيما بعد إلى مظاهرات تطلق شعارات سياسية وامتدت لاحقا لتشمل مناطق مختلفة، من بينها العاصمة طهران. وتتصاعد المظاهرات في إيران في يومها الخامس، إذ ارتفعت حصيلة قتلى مظاهرات المحتجين على الفقر والحالة الاقتصادية للبلاد والتدخل الخارجي إلى 23 شخصا، بينهم ثلاثة عناصر من الأمن الإيراني، وفق وكالات أنباء إيرانية. وأوقف حوالي 500 متظاهر منذ السبت في طهران في ظل التظاهرات المتواصلة فوفق ما أعلن مسؤول محلي. وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت متحدثا لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين "أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد وحوالى مئة الاثنين". وشهدت مدن عديدة في أنحاء إيران أعمال عنف منذ انطلاق الاحتجاجات الخميس في مشهد (شمال شرق)، ثاني أكبر مدن البلاد. وقال ناصر بخت "نعتبر أن الوضع في طهران أكثر هدوءا من الأيام السابقة. وبالأساس، كان الوضع امس (الاثنين) أكثر هدوءا من الأيام السابقة". وأضاف أن قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري والمكلفة الأمن في العاصمة في حال وقوع اضطرابات، لم تتلق أي طلب للتدخل، مشيرا إلى أن التدخل في طهران يقتصر في الوقت الحاضر على قوات الأمن. لكن نائب قائد القاعدة العميد اسماعيل كوثري أعلن "لن نسمح بأي من الأحوال أن يستمر انعدام الامن في طهران" محذرا بحسب التلفزيون الرسمي بأنه "إن تواصل الأمر، فسوف يتخذ المسؤولون قرارات لوضع حد له". وحظيت المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية احتشادا أكبر مع الوقت، في طهران ومدن أخرى، فيما أكدت السلطات مقتل شرطي على يد متظاهر في مدينة نجف آباد. ففي نجف أباد، جاء أول إعلان رسمي عن سقوط قتلى من قوات الأمن خلال موجة الاحتجاجات، التي تعم إيران، حيث إن شرطيا لقي مصرعه، فيما أصيب 3 آخرون جراء إطلاق الرصاص من أحد المتظاهرين في المدينة التي تقع بمحافظة أصفهان. وبحسب ما تداولته مواقع الأنباء، فإن المتظاهر استخدم بندقية صيد في هجومه على قوات الأمن. وقتل عنصران آخران من وحدات "الباسيج" على أيدي محتجين في المدينة ذاتها، مساء الاثنين، وفق وكالة "مهر" الإيرانية الموالية للحكومة. وقتل شخصان بإطلاق نار عشوائي من محتجين في مدينة "خميني شهر" في المحافظة ذاتها، ليلة الثلاثاء، موضحة أن القتيلين من المارة. وارتفعت بالتالي الحصيلة الرسمية للضحايا بين المدنيين خلال المظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات إلى 17 قتيلا، بالإضافة إلى 3 عناصر من قوات الأمن. وما زالت الاحتجاجات في العاصمة الإيرانيةطهران، ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر محتجين في المدينة وهم يرفعون شعارات معارضة للحكومة، وبعضها طالب ب"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي". روحاني يجدد تضامنه مع مطالب الشعب في الأثناء، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة الالتفات إلى مطالب المواطنين بشأن مشاكل المعيشة، مشيرا إلى أن المتظاهرين ليسوا جميعهم مدعومين من الخارج، وفق قوله. وكتب على حسابه في "تويتر": "لدى المواطنين مطالب بشأن المشاكل المعيشية والفساد وعدم الشفافية في أداء بعض المؤسسات، ويريدون المزيد من الانفتاح.. ليس صحيحا أن جميع الذين خرجوا إلى الشوارع مرتبطون بالخارج. يجب الالتفات إلى مطالب المواطنين".