بات واضحاً أن العديد من الدول الإفريقية أحجمت عن التصويت أمس الخميس على قرار يرفض أي تغيير في وضع القدس و الذي حاز أغلبية 128 صوتا، مقابل رفض 9 أعضاء وامتناع 35 عضوا. 6 دول إفريقية خذلت القدس خلال التصويت الذي أجرته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس بحضور المغرب، وهي الطوغو التي صوتت صراحة ضد مشروع قرار لصالح القدس، و 5 دول أخرى صوتت بالامتناع عن التصويت وهي جنوب السودان وأوغندا ورواندا وبنين وكذكك الكاميرون. مصادر قالت أن المتتبع ل 6 دول ستجد إسرائيل كانت لها جولات عديدة لديها خاصة رواندا وتوغو اللذان يتمتعان بعلاقات قوية مع تل أبيب. ولعل الاستثمارات الأمريكية والإسرائيلية في تلك الدول كانت دافع لهم لاتخاذ تلك المواقف فتلك الاستثمارات تكون ورقة لدى أمريكا للتحكم في القرارات التي تصدر من تلك الدول. وتظل هناك علامات استفهام كثيرة بشأن موقف جنوب السودان من القرار والامتناع عن التصويت خلال الجلسة الخاصة بالجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة أنها تتمتع بعلاقات طيبة مع الدول العربية. و اعتبر متتبعون للشأن السياسي الدولي أن التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا بات عقبةً أمام المغرب الذي عاد لمنظمة الإتحاد الإفريقي و يريد الإنضمام للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، المعروفة اختصاراً ب”سيدياو”. تقارير إعلامية سابقة نقلت عن ديبلوماسيين قولهم أن إسرائيل تدفع في اتجاه عدم قبول الأفارقة لطلب انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بعدما تمكنت الدبلوماسية الإسرائيلية من حضور قمة "سيدياو" في يونيو الماضي. و يرى الإسرائيليون في انضمام المغرب وموريتانيا، وتونس كعضو مراقب، معارضة محتملة لحضورهم قمم متشابهة في المستقبل، بعدما تحركت الخارجية الإسرائيلية لاختراق القارة الأفريقية، دشنه الرئيس الإسرائيلي بزيارة إلى بعض الدول الأفريقية المقربة من تل أبيب. الأوساط الديبلوماسية و الأمنية الإسرائيلية يسودها حسب ذات التقارير غضب شديد، من امتداد الدور الاستراتيجي و الدبلوماسي المغربي في القارة الإفريقية و حسب تقرير رفعه خبراء إسرائيليون، فان الدور المغربي أصبح منافسا للدور الاسرائيلي، بل يتفوق عليه في بعض الجوانب.