أكد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، الجمعة في مدريد، أن بلاده تربطها بالمغرب حاليا علاقات “ممتازة ومتميزة”. وقال راخوي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، عقب الاجتماع ال11 رفيع المستوى المغرب – إسبانيا، “إن العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا تمر بمرحلة ممتازة”. وأضاف رئيس الحكومة الاسبانية أن الزيارات واللقاءات الدورية بين المسؤولين في البلدين مكنت من تعزيز “الثقة المتبادلة” ب “التسريع والتصميم لمواجهة التحديات المشتركة”، مؤكدا عزم المملكتين المضي قدما في هذه العلاقة “المتميزة”. وقال راخوي “لقد بذل المغرب جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة، وهو يشكل نموذج البلد الذي يسجل نموا اقتصاديا مهما كما نجح في الحد من اختلال التوازنات الماكرو-اقتصادية”. وأشار المسؤول إلى أن الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد اليوم في مدريد سلط الضوء على المستوى الممتاز للعلاقات الثنائية القائمة على أساس “التعاون والصداقة العميقة”، وإلى أن “الاجتماعات مثل هذه تساهم بلا شك في تعزيز هذه العلاقات المتجذرة في الزمن”. وبعد أن أكد “عزم والتزام” البلدين لعقد هذا الاجتماع، قال راخوي إن أشغال الاجتماع ال11 الثنائي كانت “مثمرة”، حيث بحث الجانبان خلالها قضايا سياسية واقتصادية، فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل التعاون القضائي والأمن ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية. وفي ما يتعلق بالتعاون الثنائي في المجال الأمني، أشار رئيس الحكومة الإسبانية إلى أن مكافحة الإرهاب الجهادي يعد “أولوية مشتركة بين البلدين”، معربا عن ارتياحه بقوله “نحن نعمل بشكل وثيق في هذا المجال”، ومذكرا بأن الإرهاب “ظاهرة لا حدود لها، وتعرض سلامة مواطنينا للخطر كما تهدد نموذج التعايش في مجتمعاتنا”. وبالإضافة إلى ذلك، أكد راخوي أن الاجتماع رفيع المستوى شكل فرصة لمناقشة التعاون التجاري بين البلدين، مشيرا إلى أن الجانبين شددا على “أهمية تعزيز العلاقات التجارية، الاقتصادية والاستثمارية”. وذكر، في هذا السياق، بأن المغرب أصبح ثاني أكبر شريك تجاري لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولاياتالمتحدة، كما تعتبر إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب ب17 ألف شركة إسبانية تصدر منتجاتها للمغرب. وأشار المسؤول الإسباني إلى أن منتدى الأعمال المغربي – الإسباني الذي عقد بالتزامن مع الاجتماع رفيع المستوى بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب واتحاد أرباب العمل الإسباني سيعطي دفعة جديدة لهذه العلاقة الاقتصادية الهامة. كما أعرب، بالمناسبة، عن ارتياحه “للعلاقة الخاصة” التي تربط بين المغرب والاتحاد الأوروبي في إطار الوضع المتقدم. من ناحية أخرى، استعرض الجانبان الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل، وفي هذا الصدد أعرب راخوي عن شكره للمغرب لمنحه “تسهيلات” لإجراء عملية التفاوض بين الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى حل سياسي. وتميز الاجتماع ال11 رفيع المستوى المغرب – اسبانيا بعقد عدة اجتماعات قطاعية وكذا توقيع العديد من اتفاقيات التعاون. هذا و أشادت إسبانيا بالجهود “الجادة وذات المصداقية” التي يبذلها المغرب من أجل التوصل لحل لقضية الصحراء، وفقا لما جاء في البيان المشترك الذي توج أشغال الدورة 11 للاجتماع المغربي الإسباني من مستوى عال، الذي انعقد اليوم الجمعة بمدريد. وأوضح البيان الختامي، الذي عمم في ختام أشغال هذا الاجتماع الذي ترأسه رئيسا حكومتي البلدين، السيدان عبد الإله ابن كيران وماريانو راخوي، أن المغرب وإسبانيا “يشيدان باعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2218 في أبريل 2015″ حول قضية الصحراء. وأضاف أن الجانبين ذكرا ب” أهمية استئناف المفاوضات على أسس متينة، وفقا للقرارات الواضحة المعالم التي حددها مجلس الأمن”، مشيرا إلى أن الرباطومدريد أبرزا “روح التوافق والواقعية من أجل التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه ومقبول” من جميع الأطراف. وخلص البيان المشترك إلى أن الجانبين شددا، في هذا الصدد، على أن “حل هذا النزاع الذي طال أمده وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي سيسهم في تحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة.