يعتبر الطريق السريع تازة-الحسيمة مشروعا إستراتيجيا يروم تنمية أقاليم الشمال عبر تطوير البنيات التحتية للنقل ذات مستوى عالي والمرتبطة بشبكة الطرق السيارة. وحسب بلاغ لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء فإن أشغال إنجاز المشروع تعرف حاليا تقدما مطردا تحت إشراف فريق عمل ذي كفاءة عالية مكون من أطر الوزارة والمختبرات والطبوغرافيين ومكاتب الإستشارة. وأوضحت الوزارة أن الإنجاز الكلي لهذا المشروع، على طول 5ر130 كلم، سيتم خلال سنة 2017، باستثناء مقطع واد النكور-كاسيطا (18 كلم)، الذي انطلقت به الأشغال في شهر أبريل الماضي. وسجلت أن المشروع عرف مجموعة من الإكراهات والصعوبات تتمثل، أساسا، في طبيعة التربة غير المستقرة، ووعورة التضاريس بالمنطقة، وما تشهده من تساقطات مطرية مهمة، بالإضافة إلى تحويل شبكات الماء والكهرباء و الهاتف. وأشار المصدر ذاته إلى أن كلفة المشروع التي قدرت في البداية ب5ر2 مليار درهم ، بلغت حاليا 3ر3 مليار درهم، أي بزيادة 800 مليون درهم، وذلك بعد إنجاز الدراسات التنفيذية والاعلان عن طلبات العروض. ويتضمن المشروع أشغال تثنية الطريق الوطنية رقم 2 ، والطريق الجهوية رقم 505 على طول 5ر148 كلم ، مع بناء عدد مهم من معابر الأودية (40 قنطرة وجسر طويل)، وإدخال تحسينات مهمة في مخطط الطريق، بالإضافة إلى تثمين المعابر في عدة مواقع. وقد تم تقسيم مشروع الطريق السريع تازة – الحسيمة إلى سبعة أشطر ، تشمل الطريق الوطنية رقم 2، والطريق الجهوية رقم 505. فبالنسبة للطريق الوطنية رقم 2 ، فقد انتهت الأشغال في المقطع الرابط بين أجدير وبني بوعياش على طول 17 كلم ،مع تثنية 3 منشآت فنية ، فيما بلغت نسبة تقدم الأشغال في المقطع الرابط بين بني بوعياش وواد النكور (14 كلم مع إعادة إنجاز 3 منشآت فنية) ، 75 في المائة . أما المقطع الرابط بين واد النكور وكاسيطا على طول 18 كلم مع إعادة إنجاز 6 منشآت فنية وجسر طويل ، فقد انطلقت به الأشغال في أبريل الماضي. وبالنسبة للطريق الجهوية رقم 505 ، فقد انتهت الأشغال في المقطع الرابط بين تازة وبدال الطريق السيار على طول 6 كلم ، وفي المقطع الرابط بين بدال الطريق السيار وحد جبارنة على طول 29 كلم . وبلغت نسبة تقدم الأشغال في المقطع الرابط بين حد اجبارنة وأكنول على طول 24 كلم مع إعادة بناء 9 منشآت فنية ، 98 في المائة ، فيما بلغت هذه النسبة بخصوص المقطع الرابط بين أكنول وكاسيطا (36 كلم مع إعادة بناء 7 منشآت فنية) ، 65 في المائة . وسيمكن هذا المشروع ، وفق الوزارة، من ربط إقليمالحسيمة بمحور الطريق السيار وجدة – أكادير عبر بنية تحتية حديثة ، مما سيؤثر إيجابا على ظروف السير، وسيمكن من تقليص مدة التنقل بين إقليميالحسيمةوتازة من 3 ساعات إلى ساعتين. وفضلا عن ذلك ، سيوفر المشروع مستوى عال من الخدمات تلائم حجم حركة السير التي تشهدها المنطقة خصوصا في فترة الصيف، المتزامنة مع عودة المغاربة المقيمين بالخارج. كما تسعى وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء من خلال هذا المشروع، إلى تأمين مستوى عال من السلامة وضمان استمرارية السير إبان فترات التساقطات المطرية. للإشارة فإن الطريق السريع تازة – الحسيمة ، كان موضوع اتفاقية شراكة وقعت في 15 يونيو 2010 ، تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس .