أى كثيرون أن المنتخب الوطني أضاع فرصا سانحة للتسجيل لتحقيق التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 التي تحتضنها جنوب إفريقيا، واستندوا على ذلك بفرصتي كمال الشافني ويوسف العربي اللذين انفردا بالحارس، ولم يتمكنا من التهديف، و»قتل» المباراة، بل وإخراج البلد المنظم جنوب إفريقيا من المنافسة. وإذا كانت هذه الفرص لم تسجل، فإن جامعة كرة القدم تخصصت وعلى امتداد أربع سنوات في إضاعة الفرص السانحة للتسجيل. كانت أول الفرص الضائعة، هي عدم مأسسة الجامعة ووضعها على الطريق الصحيح، فتسيير الجامعة وتدبير شؤون المنتخب الوطني اليوم مرتبط بالأشخاص وليس بمؤسسة اسمها الجامعة، فليست هناك إدارة تقنية، ترسم وتخطط وتضع الاستراتيجيات، وتحاسب وتحدد مكامن الخلل، وتختار مدربي المنتخبات الوطنية، وفق منظومة عمل موحدة، بل إن الإدارة التقنية اليوم غير موجودة عمليا، ولذلك، سيظل المنتخب الوطني يعمل وفق سياسة كل مدرب ومنظومة عمله، وليس في إطار منظومة واضحة. الجامعة منذ تولت المسؤولية ظلت تراهن على المدرب الأجنبي، اعتقادا منها أنه يملك عصا سحرية، سيغير بها واقع الحال، لكن الوقائع كشفت أن نجاح المنتخب ليس مرتبطا بالمدرب الأجنبي، إذ يمكن لابن البلد أن ينجح وبامتياز إذا وجد ظروف عمل جيدة، ولم يتم التدخل في مهامه، وإذا كانت له الجرأة هو أيضا على إبعاد المتطفلين، ومنتهزي الفرص، وإذا كان ينصت فقط لصوت ضميره، وإذا كان هناك مخطط تقني يضعه المختصون. لقد أضاعت جامعة الكرة الحالية الكثير من المال، مع المدربين الأجانب، وخصوصا مع البلجيكي إيريك غيريتس، فماذا استفدنا، لا شيء باستثناء خيبات الأمل والانكسارات، والنتائج المؤلمة. الجامعة أضاعت كذلك فرصة أن تعقد جمعها العام، وتقدم الحساب، أو التقييم، مثلما يحلو لمسؤوليها أن يقولوا، بل إنها أضاعت فرصة أن تكون قاطرة تجر باقي الرياضات، بتعنت مسؤوليها، وباعتبار أنهم فوق الوزارة والأجهزة الوصية. من الفرص الضائعة، هي أن تزرع الجامعة في يقين عدد من أعضائها أن عضوية المكتب الجامعي لا تعني السياحة والتنزه على حساب مالية الجامعة، إذ لم يكن مقبولا أن يسافر ستة أعضاء جامعيين إلى جنوب إفريقيا، يأكلون ويشربون ويمرحون على حساب مالية دافعي الضرائب، ألم يكن من الأجدى أن يؤدي كل عضو جامعي مصاريف الرحلة إلى جنوب إفريقيا من جيبه.