إنّ من شاهد جمهور الرجاء البيضاوي في مقابلته ضد شلسي الغاني برسم دور ال32 من دوري أبطال إفريقيا يلاحظ ما آلت إليه حال الإللترات الرجاوية من تفرقة ظهرت جلية في منطقة المغانة، هذا المكان الذي يحمل رمزية كبيرة عند جماهير الخضرا بالقرب من الساعة الكبيرة بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث عمد الأمن إلى إخلاء جزء كبير من مدرجات المغانة وجعله مكانا فاصلا بين إلترا درب السلطان وإلترا الغرين بويز حتى لا تتكرر مشاهد العنف التي تثار في كل مرة بين جماهير وحدها حب الرجاء العالمي و فرقها تعصبها للإلترا. لا أحد يجادل في قوة و إبداع جمهور الرجاء البيضاوي الذي تعدى صيته إفريقيا و المنطقة العربية ووصل إلى العالمية، لكن هذا المستوى لم يكن ليتحقق بالإنقسام و نزعة المنطقة و الدرب و الشعار، فبفضل الإيغلز و الغرين بويز و مجموعة درب السلطان رفعت أجمل التيفوهات و رددت أجمل الأغنيات التشجيعية وصنف جمهور النسور السابع عالميا. لكن خضرة المدرجات بدأت تذبل و أصبحنا نرى أماكن قاحلة بسبب جفاف الحوار و غزارة الخلاف و اشتداد العنف بين أولاد *كازابلانكا* عصي و حجارة و سكاكين في صراعات يغذيها وهم الفرق و الاختلاف، مع أنه لا فرق بين ولد درب السلطان و ولد المعاريف إلا حب الفريق . حب الفريق اجتمع في الإلترات فما الذي يفرق بين جمهور الرجاء؟ أعتقد أن ما فرق جمهور الخضر هو انعدام الانتماء الحقيقي للفريق، فرغم ما يظهر من تشجيع ومساندة إلا أنه يحمل في طياته الرغبة في التميز و الاختلاف و إظهار القوة فيما بين الإلترات وهذا يتناقض مع روح الفريق إذا ما اعتبرنا الجمهور اللاعب الثاني عشر داخل الملعب فالعمل الجماعي سر نجاح النادي و هذا هو الفريق المتكامل. لقد أصبحت مرفوضة داخل القلعة الخضراء مشاهد الصراع بين أسراب الجراد فإما أن تحلق في نفس السرب كما يفعل الجراد الحقيقي و إما أن ترحل أو بمعنى آخر أن تكون رجاوي حقيقي أو لا تكن.