تلقى المدرب رشيد الطوسي هزيمتين متتاليتين، الأولى مع المنتخب الوطني كناخب وطني في المباراة الودية أمام الطوغو بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، ثم خسارة ثانية كمدرب للجيش الملكي أمام الرجاء بركلات الترجيح، ولو أن الجيش ظهر بشكل جيد في المباراة، لكن الهزيمة تبقى مسجلة على الطاوسي والجيش حسب قانون لعبة كرة القدم. بعد النتيجتين السلبيتين للناخب الوطني رشيد الطاوسي رفقة المنتخب الوطني وفريق الجيش الملكي، طرحت العديد من التساؤلات حول مصير ومستقبل المنتخب الوطني في هذه المغامرة "الغير صائبة"، التي يقوم بها الطاوسي من أجل الجمع بين مهامه كمدرب للفريق العسكري ومدرب للمنتخب الوطني، لاسيما أن الظرفية صعبة وأن الوقت أصبح قصيرا بالنسبة للمنتخب ليدخل في الاستعدادات للمشاركة في كأس افريقيا للأمم. يمكن القول أن رشيد الطاوسي متأثر بالمدرب السابق للمنتخب البرازيلي المهدي فاريا، الذي كان مدربا لفريق الجيش الملكي، وأسعد المغاربة بعدما قاد المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم 86، وتمكن من المرور للدور الثاني على حساب منتخبات قوية مثل انجلترا والبرتغالي وبولونيا، لكن المدرب فاريا آنذاك اعتمد على لاعبي الجيش الملكي في المنتخب مثل التيمومي وخيري ولمريس وغيرهم. ومنه فان رشيد الطاوسي يريد السير على خطى المدرب البرازيلي فاريا واتخاذه قدوة، لكنها تعد مغامرة و مجازفة بالمنتخب، وقد تكون لها انعكاسات سلبية وخيمة عليه في نهائيات كأس افريقيا للأمم. لاسيما أن معظم مدربي خصوم المنتخب من أنغولا وجنوب افريقيا والرأس الأخضر وجنوب إفريقيا منظمة الدورة، متفرغون لمهامهم بينما تفكير الطاوسي موزع بين المنتخب والجيش. لقد ارتبط نجاح فاريا بفريق الجيش، لكن الزمن غير الزمن، ومنتخب 86 ليس منتخب اليوم، المدرب البرازيلي فاريا كان يعتمد على لاعبي الجيش والمحترفين أيضا، والطاوسي يريد خلق الجديد، بعدما أبعد لاعبي الجيش من المنتخب ولم يوجه الدعوة لأي لاعب، ليؤكد أن له اختيارته الخاصة. و تبقى اختيارات الطاوسي مقبولة، لكن ازدواجية المهام غير مقبولة في هذه الظرفية التي تعد ذات أهمية بالغة بالنسبة للمنتخب وللمغاربة الذين ينتظرون منتخب قوي يطوي الصفحة الماضية المليئة بالنكسات خلال المشاركات القارية .