بعيدا عن أي عناء يذكر، فلن يجد المتتبع لمباريات برشلونة بطل كاس ملك إسبانيا بكرة القدم درجة واحدة من الصعوبة لملاحظة كيف أن مجموعة رائعة من اللاعبين يمكن لها أن ترفع مدرب أكثر ما يقال عنه أنه حاضر جسديا وغائب فكريا. المباريات الأخيرة للنادي الكتالوني سواء داخل البطولة المحلية أو على صعيد دوري أبطال أوروبا، شهدت خروجا ولا أروع لهذا الفريق الأفضل عالميا من عنق الزجاجة، وذلك بفضل حنكة اللاعبين وروحهم القتالية العالية ومهاراتهم الفردية الفذة، دون أن يتمتع الفريق بأي دعم فني أو تكتيكي يذكر من قبل المدرب الجديد تيتو فيلانوفا. ميسي ورفاقه حضروا في المواعيد التي غاب عنها خليفة غوارديولا وساعده الأيمن، والدليل القطعي عرضته على شاشات التلفاز مباراة برشلونة وضيفه سيلتيك الاسكتلندي الثلاثاء في الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا. من كان يصدق أن الفريق الكتالوني لن يجد وسيلة لغزو شباك الفريق الضيف، لأن الحالة الهجومية لم تتغير على مدار 90 دقيقة، ولو أن هناك عينة أخرى من اللاعبين غير هؤلاء لكانت المباراة انتهت بالتعادل على أحسن الأحوال. التغييرات تأخرت ومفاتيح اللعب تجمدت، والمدرب يقف خلف خطوط الملعب في حالة عجز يفسرها شحوب وجهه، وعلى عكس النبران التي أشعلها ميسي وتشافي وانييستا وبقية الرفاق فوق المستطيل الأخضر طوال الدقائق ال94، حتى سجل ألبا هدف الفوز الثمين. ورغم أن الجميع يقدر الظروف القاهرة في خط الدفاع والتي أجبرت الفريق الكتالوني على تغيير بعض المراكز الخلفية، غير أن الفكر الخططي للمدرب فيلانوفا لم يفلح في سد ثغرة "الثقب الأسود" الذي تتحدث عنها الصحافة الإسبانية بإلحاح هذه الأيام. وفي الدوري المحلي تلقى برشلونة 11 هدفا في أول 8 مباريات من عمر الليغا وهو رقم مهول، إذا ما علمنا أنه تلقى 4 أهداف فقط لنفس الفترة الموسم الماضي، وقد أثارت قدرة ديبورتيفو لاكورونا على اصطياد مرمى فالديز 4 مرات في الجولة الأخيرة الكثير من علامات الاستفهام. ختاما فإن ميسي ورفاقه ما زالوا قادرين على حمل الإرث الكبير الذي تركه غوارديولا، وهناك من يتساءل: هل بإمكان هذا الفريق البطل المحافظة على سجله الرائع من الانتصارات المحلية والأوروبية ومدربه يغط في غيبوبة طويلة.!