حقق برشلونة فوزاً مهماً في الجولة 28 من الدوري الإسباني على خصمه الأبدي ريال مدريد في الكلاسيكو الإسباني، ليبتعد بصدارة الترتيب بفارق 4 نقاط عن الفريق الملكي، ويأخذ خطوة مهمة نحو حمل اللقب للمرة الرابعة في أخر 6 مواسم. ويمكن اعتبار كلاوديو برافو رجل المباراة الحقيقي، لأنه منع ريال مدريد في أكثر من موقف من أخذ السبق في الشوط الأول ومطلع الشوط الثاني، كما كان موجوداً لمنعهم من العودة بالنتيجة في الدقائق الأخيرة، مما يزيد من أحقيته للقب أفضل حارس في الدوري هذا الموسم، ويزيد من استحقاقه الوجود ضمن قائمة أفضل الصفقات التي أجريت لموسم 2014-2015، نسبة إلى التكلفة التي دفعها برشلونة مقابله، والتي لم تزد عن 12 مليون يورو. إيكر كاسياس لم يكن موجوداً حتى الدقائق الخمس الأخيرة، ويمكن إشراكه في اللوم على الهدف الثاني، على الأقل من ناحية عدم محاولته بتاتاً لإبعادها، وإن كان لويس سواريز وضعها زاحفة وماكرة بشكل ممتاز. جمهور ريال مدريد تنفس الصعداء وإن كان حزيناً للخسارة، ففريقه أثبت أن ما زال به روح، ولولا التسرع في الشوط الأول وتألق برافو وصمود دفاع برشلونة لكانت المباراة لصالحهم، كما أنهم في الشوط الثاني ورغم الخسارة وعدم القدرة على صنع نفس العدد من الفرص، فقد أظهروا ندية وترابط وحتى جماعية بالدفاع افتقرها طوال عام 2015. أما برشلونة، فواصل روعته وتألقه منذ الخسارة مع ريال سوسيداد، وبات شكل الفريق وفلسفته تصبح واضحة، فريال مدريد أثبت اليوم أن هذا الفريق لا يشبه فريق بيب جوارديولا على الإطلاق، بل هو أقرب لفريق فرانك ريكارد، وذلك ليس سلبية أو إيجابية، بل مجرد حقيقة، وألمح لها من قبل يوهان كرويف، عراب فلسفة الكرة الشاملة منذ الصيف الماضي. فالفريق يلعب كمنظومة دفاعية متكاملة، ويحسب هنا للويس إنريكي اللعب بانضباط وتضحية حتى من أسماء مثل نيمار وميسي في الناحية الدفاعية، لكن الفريق من ناحية هجومية، يلعب باعتماد على الأفراد بشكل مطلق، ليس للمدرب علاقة مباشرة فيه. فعندما تحرك نيمار وسواريز، وعاد ميسي لبعض من مستواه، جاءت الخطورة، وظهر برشلونة قوياً، وكلما انخفض مستواهم كان الفريق يسلم المباراة لريال مدريد، وهذا ما كان يشبه وضع برشلونة أيام فرانك ريكارد، والذي اعتمد هجومياً على الأفراد، فحمل لقب أوروبا 20006، وعندما هبط مستوى رونالدينيو وديكو، دخل بنفق مظلم حتى جاء جوارديولا بدلاً منه. التشابه مع حالة ريكارد كما ذكر أعلاه لا يعد سلبياً، لكن المطلوب أن يبقى النادي كإدارة فنية ورياضية متنبهين لهذه الحقيقة، ويبقى لديهم دوماً البديل الجاهز لإنقاذ هذه المنظومة، لأنه لا يوجد في الفريق الحالي أي لاعب يستطيع تعويض أي من أفراد MSN في الهجوم.