يتدرب الطفل الفلسطيني بلال عباس (12 عاما) المقيم بقطاع غزة والذي يعتبر الكرة بمثابة الهواء الذي يتنفسه في كل عطلة أسبوعية وأمامه هدف واحد هو اللعب لنادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، بطل أوروبا ومتصدر الليغا الإسبانية. وقال بلال لأهل بيته المتواضع في مخيم جباليا، وهو يرتدي من قمة رأسه حتى أخمص قدميه طقما رياضيا، ان كرة القدم تجري في عروقه قبل أن يربط حذاءه وينطلق نحو المدرسة حاملا كرته معه. وصرح بلال، الذي اكتشف المدرسون موهبته في كرة القدم وعمره سبع سنوات: "أحب لعب كرة القدم لأنني أعشقها، أحلم بأن أصبح نجما عالميا واللعب في ريال مدريد". وأكد من شاهدوا عباس يلعب أنه حينما يلمس الكرة فإنها تبدو كما لو كانت جزءا اضافيا ملتصقا بقدميه من فرط تحكمه الماهر بها. ويعتبر بلال نجم ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو مثلا له، حيث لا يوجد ركن بغرفته يخلو من صور "صاروخ ماديرا" في الوقت الذي يعلق قميصه بفخر فوق فراشه. ويقول محمد عباس والد الطفل وأستاذ التاريخ بجامعة القدس المفتوحة أنه لاحظ شغف ابنه بكرة القدم واندهش من مهاراته حيث أضاف: "لهذا ذهبت به على الفور لمدرسة كرة القدم بغزة وقدمته لمدربه الحالي". ولا يخفي مدير المركز الرياضي المعروف بإسم نادي الهلال الرياضي، اياد سيسالم اعجابه ببلال، حيث صرح: "خلال الأعوام ال16 الماضية حينما بدأنا المشروع في غزة دربت الآلاف من الأطفال والمراهقين ولكن لم أشاهد أبدا لاعبا مثل بلال، إنه موهوب". وأضاف سيسالم: "أتمنى أن يساعدنا الإسبان حينما يقرأون عن مهاراته وشغفه ويرسلوه لإسبانيا لمواصلة تعلمه". وتعد الظروف التي يحيا بها القطاع عائقا أمام حاضر ومستقبل بلال الذي لم يتدرب لمدة شهرين العام الماضي بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة. يقول الطفل في اشارة لعملية (الجرف الصامد) التي أسفرت عن مصرع ألفين و100 شخص أغلبهم من المدنيين بجانب اصابة 11 ألف وتدمير جانب كبير من البنية التحتية للقطاع: "لم أتمكن من اللعب لمدة 50 يوما بسبب الحرب على غزة". وتابع بلال: "حتى الأماكن التي اعتدت اللعب فيها تعرضت للقصف وملاعب الكرة تعرضت للدمار"، لذا يأمل في أن تكون الرياضة التي يعشقها أداة لجلب السلام لكل العالم. وأضاف سيسالم من جانبه: "أنا متأكد من أنه اذا ما شاهده خبراء كرة القدم الإسبانية، فسيندهشون وسيعملون معه بصورة فورية ليصبح لاعبا محترفا"..