الحياة تظلم أحياناً، بالذات إن تعلق الأمر بأجور اللاعبين في عالم كرة القدم، فتشاهد لاعب يقاتل ويفعل كل شيء لخدمة فريقه والدفاع عن النادي الذي ينتمي له من ثم يذهب التعزيز المادي والمعنوي الى لاعبين آخرين بلا تاريخ وما زالوا لم يقدموا اي شيء في عالم الساحرة المستديرة. سيرجيو راموس القائد الثاني في ريال مدريد وبطل العاشرة مثال حي وواقعي لهذا الأمر، الصخرة الإسبانية ربما يكون الضحية الجديدة للسياسة التي اتبعها فلورنتينو بيريز مع بعض اللاعبين في النادي الملكي والحديث هنا يدور عن آنخيل دي ماريا ومسعود أوزيل. ريال مدريد أعلن قبيل يومين عن التعاقد مع الموهبة النرويجية مارتين أوديجارد والبالغ من العمر 16 عام فقط ومنحه أجر سنوي كبير يتفوق به على عدد كبير من لاعبي الفريق الأول، ورغم القدرات الكبيرة التي يملكها اللاعب إلا ان الأرقام التي تم الكشف عنها فيما يخص أجره السنوي تعد كبيرة جداً. واختلفت الآراء والتقارير حول الأجر الذي يتقاضاه أوديجارد مع ريال مدريد، فمنهم من قال انه يحصل على 80 ألف يورو إسبوعيا اي ما يقارب أربعة ملايين ونصف سنوياً، بينما بينت تقارير أخرى ان اللاعب يجني 2.5 ونصف مليون يورو سنوياً، ولو أخدنا الرقم الأخير وهو الأقل بين جميع الأنباء فسنجد ان المراهق النرويجي يتحصل على أجر قريب مما يتقاضاه إيسكو ويقل بقليل عما يحصل عليه راموس. راموس الذي خدم النادي الملكي على مدار عشرة أعوام طلب تمديد عقه مع النادي لتحسين دخله المالي، لكن إدارة ريال مدريد فاجأته بعرض لا يتناسب أبداً مع الأداء الكبير الذي يقدمه اللاعب، الأمر الذي أثار زوبعة من الشائعات بخصوص إمكانية رحيل صاحب 28 عام عن الفريق في ظل ترقب كبار أندية أوروبا الى وضعية اللاعب في النادي. ريال مدريد تخلى عن دي ماريا في الصيف الماضي بسبب مطالبه المالية، وربما نشهد مغادرة نجم آخر لملعب سينتياجو برنابيو لذات السبب، وفي ظل هذه "البخل" الإداري على أعمدة الفريق نجد انه يتم منح لاعبين سيلتحقون بقريق الكاستيا رواتب ربما تفوق جميع أجور لاعبي الدوري الإيطالي بإستثناء عدد قليل جداً. في الحقيقة لا أفهم السياسة التي يتبعها فلورنتينو بيريز بخصوص أجور اللاعبين، رغم ان النادي ينفق أموالاً طائلة للتعاقد مع نجوم لا يستحقون نصف هذه المبالغ. بيريز مطالب بإعادة النظر جيداً بخصوص عقد راموس الجديد كون اللاعب سيبدأ جدياً بالتفكير في ترك الفريق في حال شعر انه لا يحصل على التقدير المناسب، فالأمر ليس متعلق بالمال فقط إنما بقيمته الحقيقة داخل النادي، وهذا ما آشار إليه دي ماريا في عدة تصريحات. ما يحدث مع راموس في الوقت الحالي سيكون له تأثر سلبي على باقي اللاعبين والفريق ككل، عدا عن عشرات الشائعات التي سستتداولها الصحف العالمية بخصوص مستقبل اللاعب، وهذا بدوره سيؤثر على إستقرار الفريق الذي خلقه أنشيلوتي على مدار موسم ونصف.