نجح البرتغالي جوزيه مورينيو خلال 2014 في زيادة صلابة فريق تشيلسي الإنجليزي عما كان عليه الأمر بعد عودته مجددا لل"بلوز" في منتصف 2013 ، حيث لم يهتم كعادته بالانتقادات الموجهة لأسلوبه وأفكاره التكتيكية. اختلف واتفق الكثيرون حول أسلوب "ركن الحافلة" الدفاعي القائم على المرتدات الذي يطبقه "ذا سبيشال وان" مع الفريق اللندني، ولكن لا يمكن لأحد التشكيك بأنه كان له ثماره على مدار عام 2014. وخلال النصف الثاني من الموسم الماضي، أي الأول من هذا العام، حقق تشيلسي نتائج لا بأس بها حيث أنهى الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الثالث بفارق أربع نقاط عن مانشستر سيتي الإنجليزي البطل ونقطتين عن ليفربول الوصيف، بل وتسبب في ضياع فرصة الأخير بالتتويج باللقب بعد أن هزمه في أنفيلد بهدفين نظيفين خلال الأسابيع الأخيرة من عمر ال"بريميير". وتمكن تشيلسي في دوري الأبطال الأوروبي خلال النصف الأول من 2014 من الاطاحة بجلطة سراي التركي في ثمن النهائي وبعده باريس سان جيرمان الفرنسي في ربع النهائي قبل السقوط في نصف النهائي أمام أتلتيكو مدريد، الذي يطبق مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني أسلوبا مشابها للغاية لذلك الذي يتبعه مورينيو ولكنه قائم على رد الفعل والضغط العالي. استمر مورينيو في النصف الثاني من 2014 على اتباع أسلوب "ركن الحافلة"، ولكنه عمل خلال فترة الانتقالات على التخلص من نقاط الضعف في فريقه وزيادة نقاط القوة، وفقا لرؤيته الخاصة. وكان خط هجوم تشيلسي في النصف الأول من 2014 يشكل أبرز نقاط ضعفه حيث أن أسلوب مورينيو القائم على المرتدات يحتاج إلى لاعب قاتل سريع قادر على انهاء الفرص من لمسة واحدة، وهو الأمر الذي لم يكن متوفرا. الإسباني فرناندو توريس ربما كان يتميز بهذا الأمر سابقا ولكنه الآن يبدو في منطقة الجزاء بلا قوة، لذا جاء قرار اعارته لإيه سي ميلان الإيطالي، فيما أن الكاميروني صمويل إيتو ليس صغيرا في السن فرحل نحو إيفرتون، خاصة بعد خلافاته مع مورينيو تحديدا بسبب تصريحات قالها حول هذا الموضوع. ديفيد لويز يتمتع بامكانيات متعددة فهو يقدر على اللعب كقلب دفاع وارتكاز، ولكن هفواته دائما ما تكون قاتلة مثلما ظهر في مونديال البرازيل، لذا لم يسع مورينيو للتجديد له ليرحل نحو باريس سان جيرمان الفرنسي. ورفض مورينيو أيضا التجديد لأسطورة الفريق القائد فرانك لامبارد، الذي لعب بعدها معارا لمانشستر سيتي الإنجليزي من ناديه المقبل نيويورك سيتي الأمريكي. استقدم مورينيو مجموعة من الصفقات الهامة قبل بداية الموسم الجديد من ضمنها الإسباني صاحب الأصول البرازيلية دييجو كوستا مع عودة الفيل الإيفواري ديدييه دروجبا ولويك ريمي لتعزيز الهجوم والإسباني سيسك فابريجاس لضبط خط الوسط و ضم المدافع البرازيلي فيليبي لويس لزيادة الصلابة الدفاعية والمصري محمد صلاح الذي كان أكثرهم احباطا لتطلعات "ذا سبيشال وان"، هذا بخلاف انهاء اعارة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا لأتلتيكو مدريد ليعود لجدران النادي اللندني. أصبح للمدرب البرتغالي حينها ما يريد تماما لتطبيق أسلوب "ركن الحافلة": دفاع قوي في قلبه جاري كاهيل وجون تيري في وجود سيزار أزبليكويتا وبرانيسلاف إيفانوفيتش كظهيرين فابريجاس ونيمانيا ماتيتش كثنائي ارتكاز، وكوستا كرأس حربة صريح وخلفه في الأجنحة البلجيكي إدين هازارد والبرازيلي ويليان، ومواطنه أوسكار كصانع ألعاب. صلابة "الحافلة الدفاعية" في انهاء هجمات الخصم وجدت ما كانت تفتقر إليه الموسم الماضي والنصف الأول من 2014 بعد ابرام صفقات سوق الانتقالات الصيفية: لاعب في خط المنتصف قادر على صناعة لمسات وتمريرات قاتلة بالمليمتر مثل فابريجاس يتلقاها سفاح للشباك هو كوستا. هذا التطور جعل تشيلسي يتصدر ال"بريميير" هذا الموسم ب42 نقطة وبفارق ثلاث نقاط عن مانشستر سيتي حامل اللقب بل وأنه ظل حتى الجولة ال15 من البطولة هذا الموسم دون أي هزيمة حتى سقط أمام نيوكاسل، كما أنه نجح في التأهل لثمن نهائي دوري الأبطال خلال نسخته الحالية متصدرا مجموعته التي كانت سهلة نسبيا وضمت باير ليفركوزن الألماني وسبورتنج لشبونة البرتغالي وماريبور السلوفيني.