حقق نادي برشلونة فوزاً ساحقاً جديداً على جاره اسبانيول في ديربي كتلونيا وهزمه بخماسية وقع على ثلاثة منها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ليؤكد عودته القوية بعد ابتعاد لفترة عن التهديف وأيضاً عودة فريقه للمنافسة بعد فترة من اهتزاز في المستوى . بهذا الفوز العريض أنذر برشلونة جميع منافسيه بضرورة احترامه وعدم الاستهانة به أو اعتباره انتهى، فبرشلونة وللمرة الثانية على التوالي يعاقب خصمه بطريقة قاسية ، فمع فالنسيا هزمه بهدف متاخر بعد أن أضاع المضيف كمية كبيرة من الأهداف وامام اسبانيول يرد على الهدف بخمسة، طريقة العقوبة هذه (خاصة في الحالة الثانية ) تدل على أن برشلونة استعاد الكثير من قوته الذهنية المعهودة والتي تسمح له بقلب الأمور لمصلحته حتى ولو لم تكن كذلك معظم الوقت، وهي دلالة على تحرر الفريق من العديد من الاعباء النفسية التي كانت تثقل كاهله وتجعله بطيء الحركة وقليل الثقة بنفسه وبهويته، وهذا الأمر يجعل برشلونة خطراً للغاية لأن قوته لا تكمن فقط في أفراده بل بعقليته ..وهو ما كان يميزه في الماضي قبل أن يميزه أسلوبه الرهيب . أساس هذه الاستفاقة النفسية هي ليونيل ميسي الذي عاد ليهدف بطريقة غير مسبوقه ، فهذه المباراة الثالثة من أربع مباريات مابين دوري ودوري أبطال التي يسجل فيها ثلاثية ، وعودة نجم الفريق للتهديف تمنح الزملاء راحة وهدوءاً وتملؤهم بالثقة لأن المنقذ موجود وقادر على حمل الفريق مهما كان الوضع صعباً ،وتظهر سعادة الزملاء بتصريحاتهم حول النجم الأرجنتيني حيث لم يتوقفوا عن إغداق المديح عليه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع رغم علمهم بأن ذلك لن يقدم أو يؤخر في نتيجة الكرة الذهبية . أسلوب العقوبة هذا يدخل الرعب في قلوب المنافسين لأنه يبقيهم في حالة عدم استقرار ولو كانوا متقدمين بالنتيجة والأداء، وذلك لأن الكتالوني قادر على قلب المجريات في أي لحظة مما يعني أن لا شيء مضمون ...والمطلوب الآن أن يحافظ برشلونة على هذه العقلية التي سيكون اختبارها الأصعب أمام باريس سان جيرمان في الأبطال ، ووقتها يمكن الحكم بموضوعية أكبر عن استعادة الفريق لقواه الذهنية التي ميزته دوماً .