احتضن معهد "مولاي رشيد" بالرباط دورة تكوينية تخص أمن المنشات الرياضية التي انطلقت منذ الثلاثاء الماضي و تنتهي يوم السبت، حيث حضرتها شخصيات رياضية مهمة. وتعد الدورة التي قص شريطها بمحاضرات تصب في أمن المنشات و تنظيم الحشود الرياضية، أول نشاط فعلي لرابطة رواد العرب التي يترأسها السعودي محمد الرويشد،وتضم في مكتبها التنفيذي المغربي عبد الرزاق العكاري كنائب أول للرئيس. يشار إلى أن الرابطة تأسست في مارس الماضي بالمغرب بمعهد مولاي رشيد،بهدف لم شمل الرياضيين العرب و خدمة الرياضة العربية،من خلال الإستفادة من خدمات الرواد. و تطرق المحاضرون الدكاترة المختصيين لمواضيع اضحت حساسة مؤخرا في الرياضة وهي "الشغب ، تنظيم الحشود ، حماية المنشأت ،" بحكم ان مخاطر الشغب أضحت تهدد سلامة البشر و البنيات التحتية الرياضية ،إضافة إلى كون الظاهرة بدات تنخر جسم كرة القدم العربية،بفقدانها جماليتها،بعدما عزفت قاعدة كبيرة من الجماهير عن الذهاب إلى الملاعب تفاديا للإصطدامات التي قد تؤدي في بعض الأحيان للموت . كما تم التطرق إلى أسباب الشغب المرتكب غالبا من قبل القاصرين والمراهقين، الذين يجدون في الملاعب متنفسا لممارسة عادات بعيدة عن تربية المجتمعات العربية،وهناك عدة عوامل تأجج غضب هذه الفئة من الجمهور ومنها التعاطي للمخدرات وبالأخص الأقراص المهلوسة. من جهته ركز بدر الدين الادريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في محاضرته على دور رابطة رواد العرب في مكافحة الشغب عن طريق الندوات، والدورات االتكوينية ، فضلا عن الحملات التحسيسية لرياضي الرابطة. اذ وقف بدر الدين عن الأسباب الكاملة وراء ظاهرة الشغب التي لايمكن أن تنسب الى طرف دون اخر بل أن الجميع ساهم فيها، وبذلك يجب على كل الاطراف الانخراط في التصدي للظاهرة، حيث لا يمكن النجاح في استئصال المرض دون مقاربة تشاركية و التطرق للموضوع بشكل عميق يتجاوز فيه النقاش السطحيي، مشددا على ضرورة مساهمة الاعلام في ذلك، لان بعض الاقلام تأجج غضب الجمهور، بدل أن تمارس دورها الطبيعي في نشر القيم و الروح الرياضية، اضافة الى الدور الفعال للامن ، معللا تدخله باجواء الديربي السابع العشر بعد المائة ، بين لواد والرجاء البيضاويين والذي دار في جو رياضي . وهو نموذج يجب تسويقه كمحطة رياضية مصنفة عالميا ويعطي صورة مشرفة عن كرة القدم المغربية. وفي السياق ذاته طالب بتفعيل قانون الشغب لردع المشاغبين مع ضرورة تربية النشء على ثقافة الهزيمة، و الحفاظ على المنشآت الرياضية، التي تعد مفخرة للدول التي صرفت الأموال الطائلة لإنشائها، و بذلك يجب على الجميع حمايتها ، خاصة انها كانت تتوفر على الظروف الملائمة للفرجة، التي تشجع المهتم على الذهاب للميادين، و تضمن له السلامة. ولم يختلف كثيرا الدكتور خالد بن محمد الكثيري على طرح الاعلامي المغربي بدر الدين الادريسي و هو يناقش موضوع احترافية ادارة الحشود و كيفية التعامل معها، لحماية المنشآت الرياضية وضمن سلامة عشاق اللعبة، اذ تطرق بدوره في ورشات العمل التي كانت ناجحة بكل المقاييس إلى اسباب الشغب، وتاريخه ، ثم مصادره، و اعتبر ان عدة عوامل مباشرة وغير مباشرة تساهم في اندلاعه، منهم كذلك الممارسين الذين قد يثيروا الشغب في بعض الاحيان بتصرفاتهم اللاخلاقية ، في المقابل خفف من حدة الاعلام فيه لأن الجمهور الرياضي أضحى يعتمد في اخباره و يخطط لاهدافه في عالمه الجديد المعتمد على التكنولوجيا الحديثة، و بذلك اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اكبر تجمع للانصار، بل اضحت مصدرهم الاول على مستوى المعلومة.