توقف قطار برشلونة أخيراً عند محطتي ريال مدريد و تشيلسي في الليجا و دوري أبطال أوروبا، بعد ثلاثة مواسم من الربيع و النتائج المثمرة لمشروع "لا ماسيا" الذي قاده بيب جوارديولا منذ أول موسم له في منصب المدير الفني إلى تحقيق سداسية تاريخية. الفرصة الوحيدة المتبقية الآن أمام البلاوجرانا لإنقاذ موسمه هي الفوز بكأس ملك إسبانيا عندما يواجه أتلتيك بلباو في النهائي الذي من المقرّر أن يحتضنه ملعب فيثنتي كالديرون بعد ثلاثة أسابيع تقريباً.. و في رحلة البحث عن أسباب النكبة الكتلونية و خروجه من سباق المنافسة على الليجا و اللقب الأوروبي الغالي في ظرف أربعة أيام فقط، نذكر النقاط التالية : فلسفة جوارديولا الزائدة مغامرة بيب جوارديولا في مبارتين متتاليتين، من أهم مباريات الموسم الحالي، بتشكيلة غريبة تتضمن فقط ثلاثة مدافعين، حيث يمتلك ريال مدريد و تشيلسي أفضل المهاجمين الذين يجيدون الهجمات المرتدة السريعة و إستغلال أنصاف الفرص لتسجيل أهداف حاسمة. المسؤولية تقع على فابريجاس خرج القائد السابق لأرسنال عقب إنتهاء مباراة تشيلسي ليحمّل نفسه مسؤولية الخروج من دائرة المنافسة على الليجا و دوري الأبطال بسبب تضييعه لفرص حقيقية للتسجيل في لقاء الذهاب، و معه حق في ما قاله لأنه المسؤول عن الإقصاء لكن بشكل مغاير. فمجيء سيسك فابريجاس إلى برشلونة أربك حسابات المدرب بيب جوارديولا ليجد نفسه في مأزق كبير لاسيما مع تألق اللاعب في أولى مباريات الموسم الحالي، حيث إضطر على إثر ذلك إلى البحث عن مكان له داخل التشكيلة الأساسية للفريق، و إشراكه على حساب لاعبين آخرين يقدّمون الإضافة و لو بمشاركاته القليلة من مقاعد البدلاء. تراجع مستوى بعض النجوم وجدنا أن بطارية ليونيل ميسي و رفاقه بدأت تتلاشى مع توالي الجولات، فأصبح أداء برشلونة يعتمد كثيراً على حضورهم الذهني و البدني في المباريات الأخيرة، حتى أصبحت إمكانية فوزه على الأندية الكبيرة أو الصغيرة مسألةً تتعلق بلاعب يحسم الأمور من هدف أو تمريرة أو كرة قاتلة. فشل ميسي في ضربات الجزاء بدا من الواضح أن النجم الأرجنتيني ليس ممّن يجيدون تنفيذ ضربات الجزاء، حيث أضاع هذا الموسمين ركلتين حاسمتين، أمام إشبيلية في الليجا و أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا.. و هذه النقطة قد تؤثر بشكل أو بآخر في مستقبل اللاعب و نفسيته في المواعيد القادمة، لهذا سيكون من الرائع تكليف لاعب آخر في برشلونة بتسديد ضربات الجزاء بدلاً عنه. مشاكل جوارديولا و بيكيه لا شك أن برشلونة عانى نسبياً من الضغط الإعلامي على غير العادة في الآونة الأخيرة، حيث روّجت صحف محلية منها المقربة إلى النادي لبعض القصص عن وجود خلافات بين المدرب بيب جوارديولا والمدافع الإسباني جيرارد بيكيه، ممّا أثر بشكل سلبي على نفسية بعض اللاعبين و على روح الفريق.. و قد اتضح لنا ذلك في مباراة الليلة عندما ظهر القائد بويول و هو يحاول تشجيع زملائه و حثّهم على القتال من أجل الفوز حتى الدقيقة الأخيرة. عدم نجاح "تيكي تاكا" من الصعب الإعتراف بأن الأفضل لا يفوز دائماً، لكن هذه هي حقيقة كرة القدم، و قد أثبت أسلوب لعب برشلونة "تيكي تاكا" فشله في المباريات الأخيرة، مع غياب الفاعلية و الحس التهديفي عند لاعبي بيب جوارديولا... فالمهم هو تسجيل الأهداف و ليس الإستحواذ على الكرة بنسبة كبيرة.