كما توقعنا في المقال السابق فقد رفض المغرب إقامة نهائيات أمم إفريقيا في موعدها بسبب انتشار وباء إيبولا القاتل، وكما توقعنا رفض الاتحاد الإفريقي تأجيلها لعام 2016، ورفض العرض المغربي الذي حاول أشقاؤنا هناك استباقه واستباق نتائجه الكارثية لأن المكتوب ( مبيّن من عنوانه )، فزيارة عيسى حياتو رئيس الكاف للمغرب كانت تهديدية أكثر منها محاولة لفهم واستيعاب الطلب المغربي. وأنا أحاول أن أتفهم وجهتي النظر وأجد أن حياتو يريد لبطولته أن تُقام في موعدها كونه رئيس اتحاد القارة والكل يستعد وهناك مليون أمر يرتبط بالبطولة، وبنفس الوقت المغاربة يريدون أمن وسلامة ليس شعبهم فقط بل الزائرين والمشجعين والسياح، وكل من سيتواجد على التراب المغربي خلال شهر من الزمان وهي فترة طويلة ويمكن للوباء أن ينتشر لا سمح الله، ولهذا كان القرار المغربي واضحا وصارما مهما كانت التبعات، ولكن الرد الإفريقي كان جارحا وقاسيا ولا يتناسب مع سبب طلب التأجيل وليس الإلغاء فالمغرب خسر أيضا من عدم الاستضافة وأولها أحلام لاعبيه الذين استعدوا لسنوات كي يحملوا اللقب الذي غاب عنهم منذ عام 1976 أي منذ 38 سنة كما سيخسرون من حقوق لنقل والتسويق التلفزيوني وإشغالات الفنادق وريوع المباريات وانتعاش البلد السياحي والاقتصادي الذي كانوا يتوقعونه. وهاهم يخسرون حتى المشاركة في البطولة لأنهم لم يشاركوا في التصفيات وتنتظرهم عقوبات أخرى، وسمعنا عن عرض حياتو على وزير الشباب والرياضة المصري خالد عز الدين استضافة البطولة التي سبق ورفضتها مصر وتمسكت باستعدادها لاستضافة بطولة 2017. ولا أدري إن كان هناك محاولات حقيقية لإقناع مصر بقبول الاستضافة خاصة في ظل ضيق الوقت، وسمعت، ويبدو أن الكاف حاول اللعب على المشاعر والعواطف عندما طلب من مصر أن تقف معه في أزمته الحالية. وحتى الآن ( أي ساعة كتابة هذه المقالة ) لا نعرف أين ستقام البطولة هل في غينيا الاستوائية أو نيجيريا أو بين دولتين وحياتو يُصر على إقامتها في موعدها مهما كلف الثمن والسبب الرعاة وشركاء الاتحاد الإفريقي، وقال بالحرف: "إن التوقيع بالتأجيل كان يعني الموت للكرة الإفريقية، وأخبرت المغاربة أنني لن أوقع أوراق موتي ( مش ملاحظين إنه مزودها حبتين ) ؟؟ وأكثر ما أغاظني في تصريحاته استغرابه من استضافة المغرب لكأس العالم للأندية ؟؟؟ يا عم عيسى ركز دي حاجة ودي حاجة ؟.