سيكون وفاق سطيف على موعد مع التاريخ هذا السبت بمناسبة نهائي العودة من منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية، ما يجعل الجميع يتابع باهتمام كبير ملحمة نسور الهضاب التي يتمنون أن يكون ختامها مسكا من جميع النواحي لإهداء الجزائر أغلى لقب قاري بمناسبة الاحتفال بستينية الثورة التحريرية، وبالمرة تأكيد العودة القوية للوفاق على الصعيد الإفريقي. ويوجد أبناء المدرب خير الدين ماضوي في موقع جيد لتجسيد طموحات الجماهير الجزائرية ككل، وهذا بناء على نتيجة مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل هدفين في كل شبكة، وبشكل يعكس المسار الإيجابي المحقق منذ الدور التمهيدي، مرورا بدور المجموعات، ووصولا إلى المربع الذهبي، وأخيرا الدور النهائي الذي يريده عشاق الكرة الجزائرية أن يكون مناسبة للتتويج وقطف ثمار الجهد الذي بذله زملاء الحارس خذايرية فوق الميدان وتضحيات إدارة حمّار من الناحية المالية والإدارية والتنظيمية، ناهيك عن المساندة الكبيرة لجمهور الوفاق في أصعب الفترات، ما جعل مهمة نسور الهضاب تتحول من إسعاد جماهير عين الفوارة إلى بعث البسمة لدى كل الجزائريين، مع ضرورة حفظ الدرس من إخفاق عام 2009 حين ضيعوا فرصة التتويج بلقب كأس "الكاف" حين خسروا الرهان بركلات الترجيح رغم فوزهم في لقاء الذهاب بثنائية نظيفة، كما يتطلب أيضا أخذ العبرة من تعثر مولودية وهران في نهائي 1989 في الدور النهائي أمام الرجاء البيضاوي الذي كان يشرف عليه شيخ المدربين رابح سعدان. الأندية الجزائرية تتوج ب 8 ألقاب افريقية وعرفت مسيرة الأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية تتويجا ب 8 ألقاب مختلفة (كأس الأندية البطلة وكأس الكؤوس وكأس الكاف)، وكان فريق مولودية الجزائر أول من فتح شهية التتويج عام 1976 على حساب نادي حافيا كوناكري، حين رد زملاء بتروني على خسارة لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة، وابتسم لهم الحظ في ركلات الترجيح، وأهدت شبيبة القبائل ثاني لقب إفريقي للأندية البطلة عام 1981 أمام منافس الوفاق اليوم فيتاكلوب، حيث تألق زملاء بلحسن برباعية في لقاء الذهاب، وفازوا في مباراة الإياب بهدف لصفر. وفي عام 1988، كان الموعد مع وفاق سطيف الذي صنع الحدث في موسم استثنائي، فرغم سقوطه إلى القسم الثاني إلا أن أبناء المدرب الراحل مختار عريبي بقوا بثوب الكبار وتألقوا في النهائي أمام إيوانوانيو الذي سحقوه برباعية نظيفة في لقاء العودة ومحوا خسارة الذهاب بهدف لصفر، وجددت الشبيبة موعدها مع التتويجات الكبرى عام 1990، هذه المرة أمام نكاناريد ديفيس الزامبي، ورغم اكتفاء زملاء مدان بفوز ضئيل في لقاء الذهاب بهدف لصفر، إلا أنهم خسروا بنفس النتيجة في لوزاكا وعادت إليهم الكلمة في ركلات الترجيح، ويعد هذا اللقب الأخير للجزائر بخصوص منافسة كأس الأندية البطلة. شبيبة القبائل وفية "للتويجات" بقيت الشبيبة وفية للتويجات في المنافسات الأخرى، حيث منحت الجزائر لقب كأس الكؤوس عام 1995 على حساب جوليوس بيرغر في مقابلة صعبة وفي أجواء أمنية استثنائية، كما استهلت الألفية الجديدة ب 3 تتويجات متتالية بكأس الكاف أمام الإسماعيلي المصري والنجم الساحلي التونسي وتونير ياوندي الكاميروني، في الوقت الذي عجز الوفاق عن تكرار نفس الإنجاز عام 2009 أمام الملعب المالي رغم فوزه في مباراة الذهاب بثنائية نظيفة، بعدما مني بنفس الهزيمة في لقاء العودة وابتسم الحظ للنادي المالي، وهو ثالث إخفاق فريق جزائري في النهائيات الإفريقية بعد نصر حسين داي عام 78 أمام حافيا كوناكري في إطار كأسي الكؤوس ومولودية وهران عام 1989 أمام الرجاء البيضاوي الذي كان يشرف عليه المدرب رابح سعدان في إطار منافسة كأس إفريقيا للأندية البطلة، فيما يولي أبناء ماضوي خير الدين أهمية كبيرة لنهائي هذه المرة أمام فيتا كلوب الكونغولي حتى يمنحوا الجزائر أغلى لقب قاري يسمح برد الاعتبار والعودة بقوة إلى الواجهة الافريقية.