بغض النظر عن النقاش حول الفريق الذي واجهه الرجاء أول أمس (الثلاثاء)، هل هو أتليتك بلباو الحقيقي أم الفريق الثاني؟ وحول إمكانية تكوين فريق بلاعبين كلهم مجلوبون، فمشروع الرجاء ينبغي أن ينجح، لماذا؟ من مصلحة الكرة الوطنية نجاح كل مشروع يقوم على المبادرة والاستثمار والتنظيم والكفاءة، لا التقاعس والتواكل وانتظار المساعدات والمنح. فمباراة أول أمس أكدت أنه عندما يلمس فيك الجمهور الإرادة والطموح فإنه يحضر بكثافة ويساندك، وعندما تنفق المال من أجل لاعب نجم فإن هذا المال لن يذهب سدى، فاللاعب الذي يكلف كثيرا عادة ما يصنع الفارق، سواء من الناحية الرياضية أو التجارية والإشعاعية، وعندما تستثمر في مباراة ما وتوفر الشروط لذلك، فإنك تخلق الفرجة وتبيعها وتجني الأرباح. في سنوات مضت، ظهرت مشاريع طموحة في فرق عديدة، لكنها حملت معها بذور فشلها، إما لأنها لم تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإما لأن الكرة المغربية لم تكن مهيأة للاستثمار كما ينبغي بفعل لوبيات الفساد والتحكم ومشاكل التحكيم والتلاعبات. وظهرت مشاريع أخرى في الكوكب المراكشي مع محمد المديوري ومولاي المامون بوفارس، وفي نهضة سطات مع إدريس البصري ورشيد عزمي رحمهما الله، وفي القرض الفلاحي والاتحاد الرياضي، لكنها في النهاية لم تنجح، فهل تعرفون لماذا؟ لأنها لم تكن مبنية على الاستثمار الحقيقي، بل على ما يشبه الريع... كانت تلك الأندية تقوم على مواقع أشخاص وعلى امتيازات، ولما ذهب أولئك الأشخاص وانقطعت تلك الامتيازات توقف كل شيء. الآن، تغيرت معطيات وحسابات عديدة، فأصبح الفصل للميدان وكفاءة التسيير والتدبير، فلأغلب الفرق ملاعب وجمهور ومال وتاريخ تستند إليه، لكن في النهاية سينجح الأكثر كفاءة واجتهادا طال الزمن أم قصر. هذا هو الأهم، وهذه هي الرسالة.