أعلن تقرير لوزارة الخارجية البريطانية أنّ تسعة خليجيين اختيروا لحمل شعلة دورة الألعاب الأوليمبية (لندن 2012)، المقرّر انطلاقها يوم 27 تموز/يوليو الجاري، بينهم رجل أعمال وطبيب ورياضيون ومغامرون. وذكر التقرير الذي حصلت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أنّه تمّ اختيار مواطنين من الإمارات والسعودية وقطر وعُمان والكويت لحمل الشعلة، والتي تُعدّ إحدى أهم الفعاليات التي تُقام تحضيراً لانطلاق الأولمبياد. وأوضح التقرير المقرّر نشره على مواقع سفارات بريطانيا في الخليج الأسبوع الجاري، أنّه تمّ اختيار حملة الشعلة من أنحاء العالم بالنظر لما حقّقوه من الإنجازات والتجارب الشخصية التي مروا بها "والتي ألهمت الكثير حول العالم وتركت بصمة إيجابية على المجتمعات". وعلى المستوى العربي، كان الحضور الخليجي الأكثر تميّزاً، حيث اختير تسعة خليجيين لحمل الشعلة الأولمبية في عدّة مدن بريطانية. فمن الإمارات تشارك ثلاث شخصيات في حمل الشعلة الأولمبية، هم :رجل الأعمال عبدالله القرق، الذي سيحمل الشعلة الأولمبية في ضاحية لامبيث التابعة للندن يوم 26 تموز/يوليو، أي قبل يوم واحد من انطلاق الألعاب الأولمبية، وقد تمّ اختياره لنشاطاته الخيرية المتنوّعة، بالإضافة إلى أنّه عضو مجلس إدارة في مؤسسة خيرية. ونقل التقرير عن القرق قوله: "كأحد حملة الشعلة الرياضية، لديَّ الفرصة لأن أسلِّط الضوء على أهمية مساعدة الأقل حظاً، فأولئك الذين قلّما تُسمع أصواتهم بين صخب وضجيج الأزمات العالمية". وثاني الشخصيات الإماراتية هو جلال بن ثنية، الناشط الاجتماعي المهتم بحقوق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي شرع في بداية العام بالسير على الأقدام من الإمارات إلى مكةالمكرمة دعماً لذوي الإعاقات، وقد حمل الشعلة الأولمبية في مدينة "هلَ" شرقي إنكلترا يوم 18 يونيو. وتعليقاً على ذلك، قال بن ثنية: "إنّ تخصيص دورة ألعاب أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة ورؤية العديد من ذوي الإعاقات يحملون الشعلة الأولمبية جعلني فخوراً لأن أكون جزءاً من هذا الحدث". وقد شاركت كذلك الإماراتية إلهام القاسمي في حمل الشعلة الأولمبية في مدينة "هَل" يوم 18 حزيران/يونيو عقب اختيارها لإنجازاتها باعتبارها أوّل امرأة عربية تطأ قدمها القطب المتجمّد الشمالي، إضافة إلى عملها الخيري في عدّة جمعيات ومؤسسات خيرية. وتعليقاً على مشاركتها، قالت القاسمي: "كلّ حامل للشعلة له قصة نجاح، وسيدرك الآن العالم قصص نجاحنا". ومن السعودية، شارك الدكتور بدر الشيباني، الذي تمّ اختياره بسبب اهتمامه بمواضيع صحية كمكافحة السمنة وزيادة الوعي بأهمية الرياضة والغذاء الصحّي، إلى جانب أعماله التطوّعية الطبية في الدول الإسلامية الفقيرة، وقد حمل الشيباني الشعلة الأولمبية في مدينة بريدلينجتون البريطانية يوم 18 حزيران/يونيو. وتعليقاً على اختياره، قال الشيباني: "مشاهدة الجميع يهتفون لي صغاراً وكباراً جعلني أشعر بالفخر لكوني عربياً أحمل الشعلة الأولمبية في مدينتهم، وتهافتهم لتحيتي ولالتقاط الصور معي كان أكبر دليل على وجود المحبّة والاحترام، وهو ما أودّ من الرياضيين العرب أن يكون شعارهم في الأولمبياد". أما المهندس حلمي نتو من السعودية، فقد تمّ اختياره لقاء عمله التطوّعي والدورات التدريبية المجانية التي ينظمها لمكافحة البطالة، بالإضافة إلى اهتمامه برعاية الصم والبكم لمساعدتهم على الاندماج بالمجتمع والحصول على عمل. أما من قطر، فقد شاركت ندى زيدان في حمل الشعلة الأولمبية، وتُعدّ زيدان أوّل سائقة رالي خليجية، ونقل التقرير عن زيدان قولها إنّه في الماضي كان من الصعب على المرأة العربية إبداء رغبتها في احتراف الرياضة، أو المشاركة في الفعاليات الرياضية العالمية: "إلا أنّ الزمن والعقليات ونظرة الناس إلى الرياضية العربية بدأت تتغيّر، ولو بشكل بطيء، وبدأنا نرى العديد من أبناء العائلات يشجعون بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم على احتراف الرياضة". كما شارك من دولة الكويت زيد الرفاعي، وهو أوّل عربي يصل إلى أعلى قمّة جبل إفرست، كما يُعدّ أحد المدافعين عن القضايا البيئية والاجتماعية، ويعمل بجهد لنشر الوعي البيئي. أما هاني مكي، من سلطنة عُمان، فقد حمل الشعلة في بلدة "مارسك باي ذا سي" البريطانية التابعة لمحافظة نورث يوركشار، يوم 18 حزيران/يونيو. وتعليقاً على قيام عدة شخصيات خليجية بحمل الشعلة الأولمبية، قال كريس فوي، رئيس وحدة الألعاب الأولمبية 2012 لدى هيئة السياحة البريطانية: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى خليجيين يحملون الشعلة الأولمبية في مختلف المدن والبلدات البريطانية". وأضاف "التغطية الإعلامية لحملة الشعلة الأولمبية من منطقة الخليج ساهمت في تسليط الضوء على التراث العظيم الذي تتمتّع به بريطانيا، وأتمنّى أن يقوم حملة الشعلة الخليجيون بإيصال رسالتنا إلى جميع دول الخليج العربي والعالم بأنّ بريطانيا تتطلّع قدماً لزيارتهم لنا هذا العام وفي الأعوام القادمة". يشار إلى أنّ من بين المشاهير الذين حملوا الشعلة لاعب كرة القدم الشهير الإيفواري ديديه دروغبا، وحفيدة الملكة إليزابيث الثانية زارا فيليبس، ولاعب كرة القدم البريطاني السابق جاك تشارلتون، ونجم كرة القدم ديفيد بيكهام، والمغني البريطاني الشهير كليف ريتشارد، وبطل سباقات فورمولا ون البريطاني لويس هاميلتون، وبطل العالم ستّ مرّات في السباحة مارك فوستر، والشيف الشهير ونجم برامج فنون الطبخ التليفزيونية جيمي أوليفر، وفلاديمير تولستوي، حفيد الكاتب الروسي الراحل ليو تولستوي.