اقتربنا من نهاية الجولة الأولى في كأس العالم البرازيل 2014، وبدأت بعض ملامح المونديال تظهر وتتضح للجميع والتي سيتحدد على أثرها المنتخبات والفرق المستمرة حتى الأدوار النهائية من المسابقة. 40 هدفاً بالتمام والكمال تم تسجيلهم حتى الآن في 13 مباراة فقط بالمونديال وهو معدل تهديف رائع ومميز وغير مسبوق في هذه المرحلة من البطولة، وهو ما يؤكد أن كأس العالم هذا العام سيكون حماسيا وشرسا بشكل كبير. وبمتابعتنا للجولة الأولى سنرى أن هناك نجوم ظهرت بكل قوة على الساحة وخطفت الأنظار من الجميع على الرغم من عدم ترشيحها من البداية للتألق بهذا الشكل المبهر والرائع بينما هناك نجوم أخرى انتظر الجميع منها الكثير والكثير لتقديمه في هذه الجولة ولكن لم تستطع الظهور حتى بالشكل اللائق في البطولة الأكبر على مستوى العالم في كرة القدم. فالحديث هنا عن أكثر من نجم وعلى رأسهم بالطبع البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، فهما أفضل لاعبان في الكرة العالمية في الفترة الأخيرة ويتصارعان على الكثير من الألقاب الفردية منها والجماعية أيضاً. فرنالدو صاحب ال29 عاماً لم يستطع انتشال منتخب بلاده البرتغال من "نكسته" أمام ألمانيا ليتجرع منتخب "برازيل أوروبا" كما يلقب بأكبر هزيمة مونديالية في تاريخة بأربعة أهداف نظيفة. رونالدو لم يظهر ولم يستطع الظهور لأنه كما أشارنا من قبل، لن يستطع القيام بذلك وحده بل أنه يحتاج إلى زملائه في المنتخب البرتغالي لمساعدته من أجل النهوض بالبرتغال، إلا أن "الدون" افتقد المساندة والدعم وافتقد كل شيء في مباراة ألمانيا بل أنه وجد زميله في ريال مدريد الإسباني بيبي يصر على الحصول على بطاقة حمراء ليجعل مهمة البرتغال مستحيلة في المباراة ويعقد موقفها بعض الشيء في المجموعة السابعة. فالبرتغال ستواجه تحديا صعبا للغاية للفوز باللقائين القادميين أمام كل من غانا وأمريكا لضمان الحفاظ على فرص تأهله إلى الدور المقبل خاصة بعد تأكد غياب الجناح الأيسر فابيو كوينتراو والمهاجم "الوحيد" ألميدا. خروج البرتغال من الدور الأول في هذا المونديال قد يهز عرش رونالدو وشعبيته الكبيرة كونه لم يستطع النجاح دوليا مع منتخب بلاده طوال مسيرته الكروية مثل النجاح المذهل الذي حققه على سبيل الأندية، حيث أن البطولة القادمة إذا حدث وشارك فيها المنتخب البرتغالي سيكون "الدون" في عامه الثالث والثلاثين مما يعني أن مونديال البرازيل قد يكون فرصته الأخيرة للتألق على هذا الصعيد. بينما ليونيل ميسي، فحاله يختلف نوعا ما عن رونالدو كونه يلعب في أحد أقوى وأبرز منتخب العالم المنتخب الأرجنتيني الذي يضم كوكبة من أفضل وأهم لاعبي العالم على الأطلاق بالحديث عن سيرجيو أجويرو أو أنجيل دي ماريا أو إيزيكيل لافيتزي. فرغم فوز الأرجنتين على البوسنة 2-1 إلا أن الفوز تحقق دون إقناع أو إبداع، بل أن ميسي كان سيخرج من المباراة كأنه لم يحضر من الأساس لولا الهدف الرائع الذي أحرزه على طريقته الخاصة أو كما تعود أن يسجل مع برشلونة الإسباني. فميسي صاحب ال26 عاماً سجل فقط هدفه رقم 2 في كأس العالم وهى البطولة الثالثة التي يشارك فيها "البرغوث الأرجنتيني" وهو سجل سيء للغاية وفقاً لقدرات وإمكانيات النجم العالمي. فوز الأرجنتين بهدف ميسي لم يقنع الكثيرين من الجماهير الأرجنتينة أو نقاد وخبراء العالم الذين ينتظرون من نجم برشلونة "المرعب" الكثير والكثير لتقديمه، ورغم أن منتخب "التانجو" لديه فرصة ذهبية لتحقيق ذلك بوقوعه في مجموعة سهلة نسبياً مع البوسنة ونيجيريا وإيران إلا أن ضعف دفاع الأرجنتين وقلة خبرة سابيلا قد ينهيان سريعاً أحلام ميسي الدولية ليكون "مارادونا" الجديد في الكرة الأرجنتينية. الخطر الأكبر على ميسي ورنالدو قد يأتي من تألق نجوم آخرين باتوا هم نجوم "الشباك" في مونديال البرازيل وقد يسحبوا البساط من تحت قدمي ميسي رونالدو خاصة في ظل تراجع مستوى الثنائي "الكبير" مع الأرجنتينوالبرتغال. فتوماس مولر نجم بايرن ميونيخ الألماني استطاع أن يسجل أول هاتريك له في مونديال البرازيل والسابع لألمانيا في تاريخ مشاركتها بكأس العالم بل أنه وصل بعدد أهدافه إلى 8 في 7 مباريات فقط خاضها في كأس العالم وهو ما زال في عمره الرابع والعشرين. بينما نجح آريين روبن الجناح الهولندي الطائر صاحب ال30 عاماً، في قيادة الطواحين لدك حصون إسبانيا بأكبر هزيمة في تاريخها منذ زمنٍ بعيد بخمسة أهداف لهدف محرزاً منهم هدفين ومساهماً في البعض الآخر، روبن تألق وأبدع وأقنع برفقة زملائه في المنتخب الهولندي ليصعد معهم على الساحة الأوروبية الكبيرة. وحتى كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الذي كان ينال انتقاد واسعة من جماهير المرنجي طوال هذا الموسم وأشار مسؤولي الريال أكثر من مرة إلى رغبتهم في بيعه، استطاع أن يقدم أداءً مذهلاً مع منتخب فرنسا وسجل هدفين أو بالأحرى ثلاثة أمام هندوراس ليكتب اسمه ضمن كبار هذا المونديال. ولن ننس بالطبع النجم نيمار الذي أثبت أنه يحتاج إلى تغيير شامل حتى يستطيع التألق والإبداع مع برشلونة كما يفعل مع البرازيل حيث بات أبرز نجوم هذا المونديال بفضل الهدفين الذي أحرزهما في مرمى كرواتيا فضلاً عن أدائه المبدع والرائع في اللقاء الإفتتاحي. وأخيراً.. في انتظار النجم البلجيكي إيدن هازارد جناح تشيلسي الإنجليزي، صاحب ال23 عاماً رغم أنه يلعب مع منتخب بلجيكا "المغمور" في الكرة الأوروبية والعالمية إلا أنه منتخب فرض نفسه وبقوة على الساحتين في الفترة الأخيرة، بنجومه الشباب والمميزين الجدد والمتألقين في جميع أنحاء العالم، هازارد قادر على صناعة الحدث في هذه البطولة وقيادة بلجيكا لتكون بالفعل "الحصان الأسود" في هذا المونديال.