لا أحد ينكر أن المنتخب الإسباني استحق التتويج بلقب يورو 2012 بعد تغلبه على المنتخب الإيطالي في المباراة النهائية بأربعة أهداف نظيفة، ولا أحد ينكر أن أندريس إنييستا أحد أهم أوراق منتخب "لا روخا" خلال البطولة، ولكن.. جاء اختيار إنييستا كأفضل لاعب في البطولة مفاجأة متوقعة بالنسبة لي، فصحيح أنه أحد أفضل اللاعبين في البطولة، لكن اللاعب الأفضل في البطولة هو أندريا بيرلو، وهذا الأمر لا يتعلق بوجهة نظري، بل هذا ما تؤكده كل الأرقام والإحصائيات خلال المباريات الست التي خاضها كل فريق. فعلى صعيد الأهداف، أحرز بيرلو هدفا ولم يسجل إنييستا أي هدف، وصنع الإيطالي هدفين مقابل هدف واحد لنظيره الإيطالي، وهذا على الصعيد المؤثر بشكل مباشر على نتائج المباريات. أما الأداء الفني، فإن بيرلو مرر 423 تمريرة بدقة تمرير 87.2%، وصنع لزملائه 17 فرصة بمعدل 2.8 فرصة في المباراة الواحدة، بينما إنييستا مرر 446 تمريرة بدقة تمرير 89%، وصنع لزملائه 5 فرص بمعدل 0.8 فرصة في المباراة الواحدة. ودعونا لا ننس أن طريقة لعب الفريق الإسباني المعتمدة على التمريرات القصيرة في نصف الملعب تسمح للاعبي الفريق بتحقيق معدل تمريرات مرتفع عن باقي المنافسين، وهو ما يختلف عن المنتخب الإيطالي الذي يعتمد على التمريرات المباشرة لخط الهجوم، ولهذا نجد أن بيرلو يتفوق في عدد التمريرات الطولية بمعدل 9 تمريرات في المباراة مقابل تمريرة واحدة لإنييستا. ولنقارن الأداء الهجومي بين اللاعبين.. سدد بيرلو 10 تسديدات خلال البطولة أحرز منها هدفه الوحيد، فيما سدد إنييستا 20 تسديدة لم يسجل منها ولا هدف، فيما يتفوق الإسباني في عدد المراوغات ب12 مراوغة مقابل 9 لمنافسه. كما فقد بيرلو الكرة 9 مرات مقابل 10 مرات لإنييستا، وتسبب الأول في هجمة مرتدة واحدة على فريقه طوال البطولة مقابل 10 هجمات تسبب فيها إنييستا، وحصل الإيطالي على 20 خطأ لفريقه مقابل 14 للإسباني. ونأتي للأداء الدفاعي، استخلص بيرلو الكرة من منافسه 7 مرات مقابل 7 لإنييستا، وقطع 13 تمريرة مقابل 3، وارتكب 3 أخطاء مقابل 5 للإسباني، وشتت الإيطالي الكرة مرتين من داخل منطقة الجزاء وتصدى لثلاث تسديدات من المنافسين، فيما لم يفعل إنييستا أي من ذلك. إذا، وكما تظهر الأرقام، فإن بيرلو تفوق على إنييستا دفاعا ووسطا وهجوما، فكيف يفوز الثاني بجائزة أفضل لاعب في البطولة؟ وقد يقول قائل لأنه قاد إسبانيا للقب، ولكن حتى في تلك الحالة كان زميله دافيد سيلفا هو الأولى بالجائزة، فقد أحرز هدفين وصنع ثلاثة، إضافة إلى صناعة الفرص لزملائه. هذه هي المفاجأة، أما لماذا كانت متوقعة، فلأن العالم كله رأى أن تشافي هو أفضل لاعب في المباراة النهائية، وهذا ما اتفق مع أرقام وإحصائيات المباراة، وإذا تم اختيار إنييستا لنيل الجائزة، فهذا ليتساوى مع بيرلو في عدد مرات الفوز بأفضل لاعب في المباراة بثلاث مرات لكل منهما، وهذا ما كان. لكن تبقى مشكلة بيرلو أنه يلعب في دوري يصعب تسويق نجومه، أما إنييستا ذو الوجه الطفولي، فمن الذي لا يحب إنييستا، أليس كذلك؟