جاء درس ليفربول مع الدوري الانجليزي واستحواذ مانشستر سيتي على اللقب في اللحظات الأخيرة كدرس قاسٍ لكل ساعٍ للقب الدوري يشعر بالأمان مع احتلاله الصدارة، وأكثر الخائفين والمرتعدين من الدرس يأتي في الدوري الإسباني.. خسارة ليفربول هو رسالة شديدة اللهجة إلى أتلتيكو مدريد. في لحظات قد ينقلب الحلم سرابا، وقد يصبح كابوسا، وربما يأتي برشلونة من الخلف ليقتنص اللقب من بين أيدي أتلتيكو مدريد المغلولة يداه والذي سيكون وقتها غارقا في الدموع. تتبقى جولة وحيدة على الدوري الاسباني حيث يستضيف برشلونة المنافس الأول على لقب الدوري أتلتيكو مدريد، في مباراة ستكون بمثابة نهائي البطولة السبت المقبل على ملعب كامب نو. ربما كانت صدمة ليفربول بشكل أقل مما قد تؤول إليه صدمة أتلتيكو مدريد التي قد تكون في حال الخسارة بمثابة سكين سيطعنه به برشلونة في قلبه، فالردز كانوا يعلمون أنه إذا فاز مانشستر سيتي في مباراته الأخيرة، فلن يصنع فوز ليفربول فارقا، بينما الوضع مختلف مع أتلتيكو حيث سيحل ضيفا على منافسه، سيكون بين يدي الأسد في عرينه ومطلوب منه اقتناص أي نقطة كي يتوج بالدوري. المشكلة الأساسية التي ستكون أمام أتلتيكو أنه فعلها أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا وأخرج البلاوغرانا من البطولة الأوروبية، وبالتالي فأن يتكرر الأمر بنفس الطريقه أمر يكماد يكون مستحيلا، وهذه المرة هي مباراة وحيدة وليست ذهاب وإياب، وخسارة أتلتيكو بأي نتيجة ستكون وداعا كارثيا للقب كان في اليد وذهب على الشجرة. ويدرك دييغو سيميوني أن الأمر أصبح صعبا وخطيرا فاللعب على التعادل ليس أمرا محببا، خاصة أن خطف برشلونة لأي هدف قد يعني ضياع الحلم، الحلم الذي كان بالفعل قاب قوسين أو أدنى من الضياع بتقليل الفرص بوصول برشلونة للنقطة 49 بعد تعادل أتلتيكو مع ملقا لولا تعادل برشلونة في الوقت ذاته مع إلتشى ليرتفع رصيد البلاوغرانا إلى 46 نقطة وأتلتيكو إلى 49 بينما خرج ريال مدريد تماما من المنافسة بالخسارة أمام سيلتافيغو الذي يدربه لويس إنريكي المدرب المقبل للغريم برشلونة بهدفين دون مقابل وتوقف رصيده عند 84 نقطة. سيميوني يقول: "أمر لا يطاق أن تفعل كل شيء ولا تحصل على شيء، أمام ملقا فعلنا كل شيء واللاعبون لم يقصروا ولكن خسرنا نقطتين كانا كفيلتين بحسم اللقب، الآن صار حلم اللقب بنسبة 50% إلى 50%، يمكن أن يذهب لنا أو لبرشلونة في ملعبهم، تماما مثل نهائي الكأس" وحول نزيف النقاط في الأمتار الأخيرة، وخاصة نقطتي ملقا اللتين كانتا ستمنحان لقب الليغا مباشرة لأتلتيكو لو فاز بدلا من التعادل قال سيميوني: "صعبت المهمة التي كانت سهلة ولا يمكن أن ألوم اللاعبينإنه أمر مزعج ولكن ربما لا تجد من تلومه سوى الحظ". وواصل سيميوني قائلا: "لم يكون هناك من يصدق عندما بدأ الدوري أننا سنصل للمباراة الختامية في كامب نو ونحن في حاجة لثلاث نقاط لنحسم اللقب.. ولكن حدث". ورغم أن أتلتيكو مدريد يحتاج نقطة وحيدة من برشلونة إلا أن اللعب في كامب نو له هيبته، ومن الصعب اللعب دفاعيا بشكل بحت للخروج بالتعادل، لأن لسعة برشلونة يمكن أن تحدث في أي وقت، ويجب على أتلتيكو اللعب في وجود أوراق هجومية، بالطبع لن تكون نفس الطريقة في دوري أبطال أوروبا لاختلاف طبيعة المسابقتين ولأن ما تذوقه تاتا المدير الفني لبرشلونة لن يبلعه مجددا في نهائي الدوري.
في المقابل فإن ماريتينو تاتا كان واقعيا عندما قال: "لم نقدم الموسم الأفضل ولكن لدينا الفرصة، بدعم جماهيرنا في كامب نو نستطيع حصد لقب الليغا". وقد رأى المدير الفني الأرجنتيني أنه لم يكن من الجيد أن يغامر أمام إلتشى في ظل علمنا بخسارة أتلتيكو مدريد ثم تعادله، ماذا لو غامرنا ومني مرمانا بهدف أخرجنا من السباق؟ هكذا أفضل ولدينا امتياز أن النهائي على ملعبنا ونطلب من جماهيرنا كل الدعم لاقتناص اللقب". ويبدو أن تاتا يعتمد اعتمادا كليا على إقامة المباراة في كامب نو وهي الفرصة التي بالفعل قد تشكل عائقا أمام أتلتيكو الذي في حالة الخسارة سيؤول اللقب لبرشلونة بفضل مجموع المواجهات المباشرة، فهل تكون صفعة ليفربول الأخيرة في الموسم أم يتلقى أتلتيكو مدريد صفعة أكثر قسوة؟ .. فعلى الأقل استحق مانشستر سيتي اللقب وإن لم يكن الأحق، بينما برشلونة يدرك كل من فيه أن الفريق بشكله الحالي ونتائجه لا يستحق اللقب بأي شكل من الأشكال ومع ذلك فقد يحصل عليه من مستحقه الفعلي.