بينما يحظى لاعبون مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي جاريث بيل بالقدر الأكبر من الاهتمام قد يكون المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي هو العامل الحاسم في المواجهة المرتقبة غدا الثلاثاء بين فريقه ريال مدريد الأسباني ومضيفه بايرن ميونيخ الألماني في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويستحوذ رونالدو على معظم الاهتمام والأضواء في مثل هذه المواجهات الحاسمة خاصة بعد فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2013 إضافة لتصدره قائمة هدافي دوري الأبطال في الموسم الحالي. ويضاعف من حجم التركيز على رونالدو في مباراة الغد المقررة بميونيخ أن نتيجة مباراة الذهاب في مدريد لم تكن مطمئنة بالقدر الكافي حيث حسمها الريال لصالحه بهدف نظيف ويتطلع الجميع إلى رونالدو باعتباره ماكينة أهداف الفريق. كما يسعى رونالدو إلى الانفراد بالرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بدوري الأبطال حيث يتقاسم رونالدو الرقم القياسي حاليا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة وخوسيه ألتافيني لاعب ميلان برصيد 14 هدفا لكل منهم. وعندما أصيب رونالدو حديثا ، تركزت الأضواء مؤقتا على زميله بيل بعدما سجل بيل هدف الفوز 2/1 على برشلونة في نهائي كأس ملك أسبانيا قبل أسبوعين. كما تتحول الأضواء بشكل متقطع صوب حارس المرمى إيكر كاسياس الذي أدى بشكل جيد في مسابقتي كأس ملك أسبانيا بدوري الأبطال نظرا لاستمرار اعتماد الريال على الحارس دييجو لوبيز في مباريات الدوري الأسباني. ورغم هذا ، هناك شخص آخر يستحق التقدير في مسيرة الريال هذا الموسم وهو المدرب كارلو أنشيلوتي الذي يحفظ دوري الأبطال عن ظهر قلب. وينتظر أن يلعب أنشيلوتي دورا حاسما في محاولة الريال كسر لعنة المربع الذهبي بعدما فشل في عبور الدور قبل النهائي للبطولة في المواسم الثلاثة السابقة. وتولى أنشيلوتي تدريب الريال في يوليو 2013 وكانت مهمته هي إحلال الهدوء والاستقرار في الفريق بعدما أنهك النادي من السلوكيات المتكلفة والمثيرة للجدل من قبل مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو. ووصف أنشيلوتي في البداية بأنه "كارلو صانع السلام" وعمل باجتهاد على خلق نوع من الانسجام بين لاعبي الفريق بعد الانقسامات الحادة التيىأحدثها أسلوب مورينيو في إدارته للفريق. وجاءت بداية أنشيلوتي مهتزة في الدوري الأسباني حيث خسر الريال أمام أتلتيكو مدريد وبرشلونة ثم استحوذ الفريق على الصدارة لفترة قصيرة خلال الشتاء قبل أن يعود مؤخرا للمركز الثالث في جدول المسابقة. ورغم هذا ، لم تعرف الأخطاء طريقها إلى أنشيلوتي في مباريات الفريق بدوري الأبطال حيث استفاد من خبرته الكبيرة بالبطولة التي سبق له أن أحرز لقبها مع فريق ميلان الإيطالي في 2003 و2007 . وأصبح اعتماده على كاسياس في مباريات دوري الأبطال بمثابة "ضربة معلم" من وجهة نظر كثيرين في الوقت الحالي رغم الانتقادات التي وجهت إليه في البداية بسبب عدم اعتماده على كاسياس بشكل أساسي في جميع المباريات. كما شملت إنجازات أنشيلوتي مع الفريق أنه نجح في خلق الانسجام والتعاون بين أربعة لاعبين متميزين كانوا في الماضي من دعاة اللعب الفردي وهم رونالدو والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة وبيل والأرجنتيني آنخل دي ماريا. ويواجه أنشيلوتي غدا واحدا من أصعب الاختبارات عندما يحل ضيفا على بايرن ميونيخ حامل لقب دوري الأبطال بعد الفوز الهزيل 1/صفر في لقاء الذهاب بمدريد وإن أظهرت مباراة الذهاب الدهاء الخططي لأنشيلوتي. وقال أنشيلوتي "دوري الأبطال بطولة مهمة للغاية بالنسبة لهذا النادي خاصة وأن اللقب سيكون العاشر للريال في دوري الأبطال.. اللقب العاشر سيكون شيئا خاصا للجميع. إذا أنجزنا هذا في أول عام لي هنا ، سيكون شيئا لا يمكن تصديقه". وأضاف "تحسن مستوانا كثيرا منذ بداية الموسم. طريقة لعبنا 4/3/3 تتيح لنا الاستفادة من إمكانيات لاعبينا.. استفدنا كثيرا من اللعب على الجانبين ولدينا مدافعون ينطلقون للأمام من أجل مساندة الهجوم". وضمن أنشيلوتي بالفعل لنفسه موسما آخر مع الفريق بعد فوزه بلقب كأس ملك أسبانيا. والآن ، يسعى أنشيلوتي إلى الفوز باللقب الخامس له في دوري الأبطال حيث سبق له الفوز باللقب مرتين كلاعب ومثلهما كمدرب. وقال أنشيلوتي "إنها أهم مسابقة في العالم وكنت محظوظا بدرجة كافية لأفوز بها كلاعب وكمدرب. كان هذا مقنعا للغاية". وإذا عبر الريال عقبة بايرن غدا ، ستزيد قناعة أنشيلوتي بتحقيق لقب البطولة هذا الموسم.