يعيش بايرن ميونخ حالياً أجمل أيامه في كرة القدم منذ عهد فرانتز بكنباور وفريقه الأسطوري في السبعينات من القرن الماضي، فالفريق الفائز بالثلاثية الموسم الماضي يخطو بثبات نحو لقب دوري جديد ويبدو غير قابل للمفاجأة في بطولة كأس المانيا، وعلى المستوى الأوروبي يعد مرشحاً فوق العادة للفوز باللقب من جديد وبشهادة عديد المدربين والخبراء. قوة بايرن ميونخ الضاربة وتفوقه من حيث جودة الأداء بفضل فلسفة بيب جوارديولا والعنصر البشري المميز نتيجة لإدارته الناجحة قد لا تنجح في فرض زعامته على قارة أوروبا مثل الموسم الماضي لعدد من الأسباب التي نذكر أهمها خلال هذا التقرير: أولاً: بايرن بات أسير فلسفة "التيكي تاكا".. فأن يكون لديك فلسفة كروية واضحة أمر جميل لكنه سلاح ذو حدين، فالجميع يستطيع توقع كيف ستلعب بنسبة كبيرة وما هي مفاتيح لعبك، وسيأتي شخص يستطيع فك اللغز في مناسبة واحدة تكون كفيلة بالإطاحة بالحلم الأوروبي، تماماً كما حدث مع الانتر في عام 2010 عندما أطاح بالبارسا بفضل مباراة الذهاب، رغم شهادة الجميع بأن برشلونة هو الأقوى في العالم بلا منازع ما بين 2009-2012، وهو الأمر الذي تكرر مع جوارديولا ضد تشلسي رغم أفضلية مطلقة للعملاق الكتلوني ذهاباً وإياباً.
ثانيا: البداية البطيئة.. فالفرق التي دربها جوارديولا، ولإرتكازها على الاستحواذ والتمريرات القصيرة ومفهومي الكرة الشاملة والتيكي تاكا، تحتاج وقتاً كي تدخل المباراة، فاللاعبون يحتاجون وقتاً حتى يأخذون مراكزهم بالنسبة لتمركز الخصم حتى يسيطروا على الكرة كما يجب بعد ذلك، هذه البداية البطيئة كادت أن تعقد الأمور على بايرن ميونخ أمام ارسنال، وهي علامة فارقة مع برشلونة أيام جوارديولا والمتابعون يذكرون تقدم ريال مدريد مبكراً في عدة مناسبات عليهم.
ثالثا: حسم الدوري مبكراً.. فالبعض يرى أن لحسم الدوري الألماني مبكراً فوائداً عديدة وهذا صحيح لكن على المستوى البدني وليس الذهني والتنافسي، فلاعب كرة القدم يحتاج ليلعب كرة تنافسية حقيقية على مر الأسابيع ليكون جاهزاً لكل الظروف والحسابات؛ ورأى المحللون الإسبان الموسم الماضي أن ريال مدريد وبرشلونة تأثرا كثيراً الموسم الماضي بانتهاء صراع الدوري المحلي مبكراً مما جعل اللاعبين غير جاهزين ذهنياً عند المواجهات الحاسمة والصعبة في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا.
ويفتقد بايرن ميونخ هذا الموسم ما استطاع من خلاله علاج هذه النقطة الموسم الماضي وهو الجوع والطموح للفوز بدوري أبطال أوروبا، فهذا الحافز ساعد البافاري على المضي بقوة الموسم الماضي ولكنه بات مفقوداً هذا الموسم من الناحية النظرية على أقل تقدير.