من شرير إلى بطل، من شيطان إلى ملاك، من أرعن إلى قائد.. مباراة وهدفان وتأهل إلى دور الثمانية.. لقد عاد كريستيانو رونالدو إلى طريق الكرة الذهبية بعد أيام من تأكيد البعض أنه ابتعد عنها تماما، فالفرصة مواتية قبل مواجهة التشيك الخميس لتحديد شخصيته التي سيثبت عليها إلى نهاية العام. ليس هناك سبيل لإبعاد اللاعب البرتغالي عن الأضواء، فإذا كانت أصابع الاتهام قد وجهت إليه في أعقاب مباراة الدنمارك كأحد أكبر مصادر الإحباط في البطولة، فقد صار يتلقى المديح والثناء بعد أدائه أمام هولندا الذي كان مبهرا. وكتبت صحيفة "أس" الإسبانية في اليوم التالي للمباراة "كريستيانو رونالدو ينافس على الكرة الذهبية"، بعد مباراة أحرز فيها هدفين فضلا عن تصويبتين، ارتدت إحداهما من القائم والأخرى من العارضة، قبل أن يقود منتخب بلاده للفوز على هولندا 2-1 الأحد الماضي، ووصفته صحيفة "بوبليكو" ب "الإعصار". لم تكن قد مر سوى أربعة أيام بعد مباراة الدنمارك، التي ارتكب فيها النجم البرتغالي قدرا كبيرا من الأخطاء، أتبعه بتصريحات مثيرة للجدل حول الأرجنتيني ليونيل ميسي، منافسه الأكبر في صراع الظفر بالكرة الذهبية. وقتها قال لأحد الصحفيين: "هل تعرف أين كان ميسي في هذا التوقيت؟ هل تعرف؟ كان خارج بطولة كوبا أميركا التي أقيمت في بلاده". وتلقى رونالدو وابلا من الانتقادات آنذاك، حيث كتبت الصحافة البرتغالية: "إنه بحاجة إلى طبيب نفسي". ورد القائد البرتغالي على طريقة الكبار، حيث عبر بمنتخب البلاد إلى دور الثمانية بالبطولة القارية. بل إن منتخب البرتغال يبدو مرشحا أقوى أمام جمهورية التشيك لبلوغ الدور قبل النهائي، وإزاء ذلك، من يمكنه أن ينفي أن كريستيانو رونالدو جدد، بل وربما عزز، ترشيحه لنيل الكرة الذهبية؟ ولابد من الإشارة إلى موسمه الرائع مع ريال مدريد، حيث قاد الفريق الملكي إلى حصد لقب الدوري الأسباني بعد ثلاثة أعوام من هيمنة برشلونة. ورغم أن ميسي منتصر في معركة الأهداف، بإحراز 73 هدفاً في الموسم المنقضي مقابل 59 للنجم البرتغالي، فإن كل دور يصل إليه كريستيانو في البطولة القارية يعزز موقعه في السباق نحو الجائزة الرفيعة، ولكن لا يجرؤ أحد في الوقت الحالي على التكهن بمن سيتفوق على الآخر. ويبدو الموسم شديد الأهمية بالنسبة لكريستيانو (27 عاما) الذي تخلص من بعض الاتهامات التي كانت تلاحقه في المواسم الأخيرة. فعادة ما كان يتهم بعدم التألق في اللقاءات الكبرى، لكن ذلك لم يعد حقيقة، فقد سجل ما أطلق عليه "هدف الدوري" في آخر زيارة لريال مدريد لاستاد "كامب نو"، حيث سقط برشلونة على أرضه 1-2 بهدف ثان رائع لرونالدو، كما أنقذ منتخب بلاده الأحد الماضي بعدما كان متأخرا بهدف أمام هولندا. في تلك الليلة، بدا فريق البرتغال أقرب لمدفع، وعزز من فرصه للفوز بالكرة الذهبية، ولدى رونالدو عقدة وحيدة تتمثل في النرجسية التي يتسم بها، فلم يعد يجدي التشكيك في لاعب يتمتع بمثل ما لديه من قدرات.