عاش الدولي الإسباني جيرارد بيكيه مدافع نادي برشلونة بطل الدوري الاسباني لكرة القدم فصية تضحية لا تتكرر كثيرا وهو يشاهد رفيقته العاطفية المطربة الكولومبية من أصل لبناني شاكيرا وأم ابنه الوحيد ميلان وهي تضحي بالمشاركة في حفل افتتاح كأس العالم (مونديال البرازيل 2014) لتسجيل موقف نبيل تجاه المطرب الفلسطيني الشاب محمد عساف. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد رشح عساف من بين مجموعة مطربين عالميين للمشاركة في حفل افتتاح المونديال وذلك بعدما فاز بجائزة البرنامج التلفزيوني الشهير محبوب العرب جامعا 67 مليون صوت، وهو أكبر عدد من الأصوات يناله مطرب شاب عبر تاريخ برامج المواهب التي تبث في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. غير أن الفيفا قرر في الأخير استثناء محمد من القائمة النهائية المعتمدة، مما دفع المطربة شاكيرا للاعتذار هي الأخرى رغم اختيارها احتجاجا على قالت أنه تدخل السياسة في الرياضة، ومعاقبة عساف لإرضاء جهات أخرى. وقالت وسائل إعلامية ومجلات عربية متخحصصة في أخبار أهل الفن أن قرار شاكيرا التي يشارك منتخب بلادها في المونديال نهائي ولا رجعة فيه. ولا شك أن بيكيه عاش هذه اللحظات وعرف من شاكيرا تفاصيل حكاية عساف هذا الشاب الغزاوي الذي نال هذه المكانة في قلب شريكة حياته العاطفية بعدما كسر منظومة الفصل العنصري التي ينتجها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين وتحدى مصاعب الحصار لقطاع غزة الذي ينتمي إليه وقيود الاحتلال الإسرائيلي ليصل بما يشبه المعجزة إلى قمة الشهرة والمجد، في قصة ملحمية تعاطف معها العرب من المحيط إلى الخليج. وربما يكون بيكيه أيضا قد شرح لزملائه في برشلونة دوافع الاعتذار الذي تقدمت به شاكيرا إلى الفيفا وأسباب هذا الموقف الصلب، ليفكروا جميعا في المعطيات التي دفعت الاتحاد الدولي لاستثناء عساف في اللحظات الأخيرة. يذكر أن بيكيه زار مع شاكيرا إسرائيل قبل سنتين ووقف أمام حائط المبكى، ولا ندري أن كان بعد ما علمه من حكاية محمد عساف على استعداد للوقوف أمام هذا الحائط مرة أخرى.