كان قاب قوسين أو أدنى من أن يعد صفقة فاشلة أخرى أجراها ريال مدريد، واحد من ضمن عشرات أثيرت حولهم الزوابع في الانتقالات وعندما ارتدى قميص الميرينغي اختفى.. ولكن فجأة ودون مقدمات تفجرت موهبة الكرواتي لوكا مودريتش على يد أنشيلوتي.. فما السبب في صعود نجمه بعد أن كان في طريقه للأفول في نهاية الموسم الماضي؟ نرصد في السطور التالية 5 أسباب صعدت بمودريتش إلى مصاف النجوم الكبار في ريال مدريد.. 1- خطة اللعب أيام مورينيو كان الفريق يلعب بطريقة 4-2-3-1 في وجود تشافي ألونسو ثابتا ويتبادل كل من مودريتش وسامي خضيرة وأوزيل أحيانا على اللعب في مركز خط صانع اللعب، وفقا لحجم المنافس يكون الاختيار وبالتالي ضعفت فرص مودريتش في اللعب أساسيا باستمرار حتى وإن تألق في التدريبات، أما مع أنشيلوتي فالمدرب يلعب 4-3-3، لذلك أصبح مكان مودريتش ثابتا وحاجزا لمكانه في التشكيلة الأساسية. 2- القدرات الدفاعية في العام الماضي كانت المهام الموكلة لمودريتش مهاما هجومية ويلعب دور صانع الألعاب في المباريات التي يلعبها، وصنف الكرواي أنه لاعب وسط مهاجم لا يجيد النواحي الدفاعية، ولكن هذا العام وضعه أنشيلوتي بتكليفات دفاعية أظهرت قدرات لاعب الوسط الشاب على الربط بين الدفاع والهجوم بشكل كامل وبقدرات دفاعية لا تقل عن طاقاته الهجومية الأمر الذي جعله نموذج للاعب الشامل الرابط لقوام الفريق في الملعب. 3- التطبع يعتقد البعض أن اللاعب الأوروبي يستطيع الانتقال لأي دوري في القارة دون أن يختلف أو يتغير، ولكن واقع الأمر أن أي لاعب حتى لو كان أوروبيا يحتاج للوقت للتطبع والتأقلم في النادي الجديد حتى لو كان في الدوري نفسه، ومودريتش انتقل من توتنهام نادي منطقة الوسط في الدوري الانجليزي إلى ريال مدريد أحد أكبر الأندية في أوروبا.. لغة مختلفة وطبيعة منافسة مغايرة للتي عاشها في انجلترا، وها كان يتطلب وقتا للتطبع حصل عليه اللاعب فأجاد في عامه التالي.. أنشيلوتي نفسه مقتنعا بهذا الأمر حيث قال ردا على سؤال حول مستوى الويلزي غاريث بيل المنتقل أيضا من توتنهام: "العام المقبل تستطيعون الحكم على بيل.. العام المقبل سيكون أفضل". في إشارة لاحتياج اللاعب للوقت من أجل التأقلم والتطبع في الفريق. 4- حفنة من اللاعبين تعويضا لأوزيل العام الماضي كان مودريتش أو أوزيل في الملعب، التنافس كان بينهما وشتان الفارق بين أسلوب لعب الأول والثاني، وكان مطلوبا من لوكا أن يرتدي ثوب أوزيل إن نزل أرض الملعب أو يكون مدادا له لو لعبا معا، هذا الأمر حد من خطورة اللاعب الكرواتي ووضعه في قالب ليس قالبه، أما في وجود أنشيلوتي فالأمر اختلف وأصبح هناك قوالب عدة يمكنه أن يلعب فيها، في وجود منافسة من إيارمندي وإيسكو وخيسي رودريغيز، كما أن وجود بنزيمة كمهاجم دائم سهل من عملية الانسجام في الناحية الهجومية، بعد أن كان العام الماضي مورينيو يلعب أحيانا ببنزيمة وأوقات بهيغواين ولكل منهما طابع لعب مختلف تماما. 5- غياب خضيرة ربما مصائب قوم عند قوم فوائد، فغياب الألماني سامي خضيرة للإصابة بقثطع في الرباط الصليبي خلال أحد مباريات الأجندة الدولية مع منتخب ألمانيا، ربما أعطى الدفعة المعنوية لمودريتش لحجز مكانه في التشكيل، فالعام الماضي كان خضيرة الاختيار الأساسي لمورينيو، بينما كان مودريتش خيارا ثانويا الأمر الذي ربما جعل اللاعب لا يؤدي بكل طاقاته لشعوره بعدم الرضا الكامل من المدرب البرتغالي السابق لريال مدريد والحالي لتشيلسي الانجليزي.