لقن المنتخب النيجيري درسا كبيرا لنظيره المغربي بعدما أقصاه قبل قليل بطريقة دراماتيكية من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا للمحليين، بعدما قلب تأخره بثلاثة أهداف دون رد إلى فوز مبهر 4-3 بعد الاحتكام للشوطين الإضافيين. و بالعودة لمجريات المباراة فقد شهدت في شوطها الأول أداء رائعا للأسود الذين تمكنوا من امتصاص الضغط النيجيري في الدقائق الأولى، قبل أن يتمكنوا من تسجيل ثلاثية بفضل محسن متولي (د.33،د.40) و محسن ياجور (د.37)، لينتهي النصف الأول من اللقاء بتقدم مفاجئ للمغرب على نيجيريا بثلاثية بيضاء. في الشوط الثاني انقلب كل شيء رأسا على عقب، بعدما تمكن نسور نيجيريا من تسجيل هدفين مبكرين في الدقيقتين 49 و 55 على التوالي، ما جعل اللاعبين المغاربة يخوضون باقي دقائق اللقاء بتخوف و حذر كبيرين مخافة تلقي هدف ثالث، و في الوقت الذي انتظر فيه الجمهور المغربي أن يتدخل المدرب حسن بنعبيشة لرأب الصدع الحاصل في كتيبة الأسود، استبدل الناخب الوطني أفضل لاعب في المنتحب محسن متولي بالبديل ابراهيم البحري الذي لم يقدم أي شيء يذكر، و في آخر دقائق المباراة و نتيجة للضغط النيجيري الرهيب تمكن النسور الخضر من تسجيل الهدف الثالث بتسديدة قوية من على بعد 30 متر، لم يتمكن لمياغري من صدها، ليدرك نيجيريا التعادل و يفرض على المغرب خوض شوطين إضافيين لحسم التأهل. مع بداية الشوطين الإضافيين ظهر جليا أن المخزون البدني للاعبي المنتخب المغربي قد استنفد، و هو ما استغله لاعبو نيجيريا الذين ضغطوا بكل قوتهم على مرمى الأسود، التي بدت بدون مخالب و لا أنياب، قبل أن يهدي حارس المغرب نادر لمياغري هدف التأهل لنيجيريا من خطأ فادح في الدقيقة 111، و لم يستطع أبناء بنعبيشة العودة في النتيجة لينتهي اللقاء بإقصاء مرير للمغاربة و تأهل مستحق لنسور نيجيريا الذين لعبوا بكل واقعية و قتالية فنالوا بطاقة العبور لمربع الكبار في القارة السمراء.