أنقذ المهاجم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو منتخب بلاده من فخ التعادل السلبي وقاده لفوز صعب ومتأخر 1/صفر على ضيفه السويدي الجمعة في مباراة الذهاب بينهما بالملحق الأوروبي الفاصل في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويلتقي الفريقان الثلاثاء المقبل إيابا بمدينة سولنا السويدية ليتأهل الفائز منهما في مجموع المباراتين إلى النهائيات. ورغم فوز المنتخب البرتغالي بهدف رونالدو، أرجأ الفريقان الحسم لمباراة الإياب التي يحتاج فيها المنتخب السويدي للفوز بهدفين على الأقل إذا أراد العبور للنهائيات بينما سيكون الفوز 1/صفر كافيا للدفع بالمواجهة إلى ضربات الترجيح. وفي المقابل سيكون التعادل بأي نتيجة كافيا للمنتخب البرتغالي كما سيكون الفوز بأي نتيجة أو الخسارة بفارق هدف واحد فقط، باستثناء الخسارة صفر/1 كافيا للفريق. ورغم الآمال الكبيرة التي علقتها جماهير الفريقين على أبرز نجوم الفريقين وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي، فشل اللاعبان في ترك بصمة حقيقية في المباراة باستثناء الهدف الذي سجله رونالدو في الدقيقة 82 ليبقي على آمال فريقه في التأهل للمونديال. وبدأت المباراة بمحاولات هجومية متتالية من المنتخب البرتغالي الذي سعى لهز الشباك مبكرا ولكن دفاع السويد أغلق عليه جميع الطرق المؤدية للمرمى. وشهدت الدقيقة الخامسة أول فرصة حقيقية خطيرة للمنتخب البرتغالي عندما مرر رونالدو الكرة إلى راؤول ميريليس الذي مررها بينية أمامية متقنة ليضع زميله جواو موتينيو في مواجهة الحارس السويدي مباشرة حيث راوغ الحارس ولكنه سدد الكرة في الشباك من الخارج. ورد المنتخب السويدي بهجمة خطيرة في الدقيقة التالية عندما لعب ميكايل أنتونسون الكرة من الناحية اليمنى وحاول يوهان إيلمندر تسديدها داخل الشباك ولكنه لمسها بصعوبة لتذهب الكرة إلى جوار القائم. وتبادل الفريقان الهجمات في الدقائق التالية ولكن الدفاع أجاد في التصدي لمعظم محاولات الفريقين كما كانت التسديدات القوية من خارج المنطقة من نصيب حارسي المرمى. وتدخل الدفاع السويدي في اللحظة المناسبة وأبعد الكرة من أمام هيلدر بوستيجا قبل تسديدها من دناخل المنطقة في الدقيقة 14 . وحصل رونالدو على ضربة حرة خارج منطقة جزاء السويد في الدقيقة 16 وسددها بنفسه ولكنها ارتدت من الحائط البشري الدفاعي. وكاد المنتخب السويدي يرد بقسوة على مضيفه اثر فرصة خطيرة في الدقيقة 20 وتمريرة عرضية من الناحية اليسرى حيث ترك إبراهيموفيتش الكمرة تمر إلى زميله سيباستيان لارسون الذي سددها قوية من حدود المنطقة ولكن الحارس تصدى لها. وحصل السويدي بير نيلسن على ضربة حرة داخل قوس منطقة جزاء البرتغال في الدقيقة 21 وسددها كيم كالستروم قوية بيسراه ولكنها ذهبت بجوار المقص على يمين الحارس البرتغالي روي باتريسيو. وكثف المنتخب البرتغالي من ضغطه الهجومي في الدقائق التالية ولكن الحارس السويدي أندرياس إيزاكسون نجح في التصدي للعديد من الكرات العرضية والتسديدات القوية التي لعبها البرتغاليون من خارج المنطقة بعدما أغلق الدفاع السويدي جميع الطرق إلى مرماه. وفشل رونالدو في استغلال تمريرة رائعة من ميريليس في الدقيقة 29 ثم أمسك الحارس الكرة من أمامه ليحافظ على نظافة شباك الفريق. وفي ظل الرقابة الصارمة التي تعرض لها رونالدو وإبراهيموفيتش، افتقد كل من الفريقين عنصرا مهما من عناصر الحسم خاصة مع التكتل الدفاعي المفروض أمام كل من المرميين. وشهدت الدقيقة 41 هجمة سريعة وخطيرة للبرتغال مرر فيها ناني الكرة إلى بوستيغا الذي اجتاز الدفاع واخترق منطقة الجزاء ولكن السويدي سيباستيان لارسون عاد في الوقت المناسب وأبعد الكرة من أمام بوستيغا إلى ركنية لم تستغل. ونال البرتغالي جواو بيريرا إنذارا في الدقيقة 42 للخشونة مع ألكسندر كاتشنكليتش خلال هجمة سريعة للسويد. وفشلت محاولات الفريقين في الدقائق الباقية لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بعد أداء متكافئ بين الفريقين إلى حد بعيد. وفي الشوط الثاني، كثف المنتخب البرتغالي هجومه سعيا لهز الشباك ولكن تشرع اللاعبين أحيانا ويقظة الدفاع السويدي أحيانا حالت دون اهتزاز الشباك مبكرا في هذا الشوط. وبمرور الوقت، ارتفعت حدة توتر أعصاب لاعبي البرتغال بعدما شعروا بتقلص فرصهم تدريجيا بينما ازدادت ثقة لاعبي السويد الذين لعبوا بأعصاب أكثر هدوءا وتعاملوا مع منافسهم بأسلوب خططي رائع. وتدخل المدافع السويدي ميكايل لوستيغ في الوقت المناسب وأبعد الكرة في اللحظة الأخيرة من أمام فابيو كوينتراو اثر هجمة سريعة للبرتغال توغل خلالها كوينتراو داخل المنطقة وكان في طريقه لتسديد الكرة نحو المرمى. ومرر كوينتراو الكرة إلى ميريليس خارج المنطقة حيث هيأها لنفسه وسددها قوية ولكن فوق العارضة في الدقيقة 61 . وفي الدقيقة التالية، ضرب المنتخب البرتغالي مصيدة التسلل السويدية بتمريرة بينية رائعة إلى موتينيو الذي تقدم قليلا داخل المنطقة وحاول تمرير الكرة عرضية غلى رونالدو المتحفز أمام المرمى ولكنها ارتطمت بقدم أحد المدافعين وخرجت لركنية. وأجرى المنتخب البرتغالي تغييره الأول في المباراة بخروج بوستيجا ونزول هوغو ألميدا في الدقيقة 66 لتنشيط هجوم الفريق. وباغت ناني الحارس السويدي بتسديدة صاروخية من حدود المنطقة ولكن إيزاكسون كان لها بالمرصاد. ولعب بونتوس ويرنبلوم في المنتخب السويدي في الدقيقة 72 بدلا من راسموس إيلم. ونال رونالدو إنذارا في الدقيقة 76 للخشونة مع الحارس السويدي خلال هجمة للفريق البرتغالي واحتجاجه على الحكم. ولعب أنديرس سفنسون في المنتخب السويدي بداية من الدقيقة 78 على حساب كالستروم. وبينما تسرب اليأس إلى جماهير البرتغال وظن كثيرون أن المباراة في طريقها للانتهاء بالتعادل السلبي، استغل رونالد التمريرة العرضية التي لعبها ميغيل فيلوسو من الناحية اليسرى وحولها رونالدو إلى داخل الشباك في الدقيقة 82 ليقود البرتغال للفوز التاريخي على السويد حيث لم يسبق للسويد أن خسرت أي مباراة رسمية أو ودية في البرتغال.