أعلن المدرب الاسباني المخضرم فيسنتي دل بوسكي تشكيلة منتخب بلاده المشاركة في كأس القارات، وهي التشكيلة التي جاءت بمفاجآت عديدة لضمها الحارس الذي لم يلعب طوال عام 2013 إيكر كاسياس، وضمت الحارس رينا وتناست المتألقين دي خيا ودييغو لوبيز. وبالتأكيد هناك مواهب عديدة تم ظلمها، ويكفي أن المنتخب لم يضم أي لاعب من لاعبي ريال سوسيداد المبدعين هذا الموسم، كما كان استدعاء بيدرو وديفيد فيا وسولدادو وتوريس وتناسي ايسكو ونيغريدو رغم الشكوك حول مستوى اللاعبين الذين تم استدعاؤهم. ما فعله دل بوسكي بسيط ويمكن تفهمه، فقد أعلن الوفاء للجيل الذهبي الذي ساعد الاسبان على المجد الكروي، لقد استدعى الحارس الذي فاز باليورو مرتين والمونديال، والمهاجمين الذين ساعدوا اسبانيا في كل بطولة على الفخر بشبابها، وجميع العناصر التي كان لها مساهمة ولو ضئيلة بلحظات الفريق الذهبية. وفاء دل بوسكي مغامرة كبيرة بل نكاد نجزم بأن اسبانيا لن تكون قادرة على حسم لقب مونديال 2014 لأن التراجع واضح والزمن يتقدم بأعمار أعمدتها، وهو وفاء قد تدفع ثمنه اسبانيا ... لكنني لا أعترض عليه لأننا ببساطة مطالبون باحترام الأوفياء والذين يقدمون الإنسانية على الأمور الرياضية، وإن وصف كثيرون ما فعله ليبي من وفاء لنجوم 2006 باستدعائهم إلى مونديال 2010 بالخطيئة لأنه نتج عنها الخروج من الدور الأول، وتكرار الخطيئة يهدد اسبانيا ... لكنها خطيئة مبررة في النهاية. خطيئة ليبي التي يهم دل بوسكي بتكرارها على الأغلب في مونديال 2010 تذكرني بمقولة وليام شكسبير “البعض ترفعه الخطيئة، والبعض تسقطه الفضيلة."، ورغم أن المنطق كان بضم لاعبين أخرين .. لكن هذه الخطيئة ترفع المدربين لأنهم ببساطة لم يفكروا بأنفسهم، بل فكروا بمشاعر الأخرين!