نادرا ما يحدث في عالم كرة القدم أن يمضي فريق ما سنوات طويلة كهذه دون الفوز على ألد خصومه ، كما هو الحال مع فريق أتلتيكو مدريد الأسباني. فلم ينجح أتلتيكو في التغلب على جاره المتألق ريال مدريد منذ عام 1999 ، وقتما كان بيل كلينتون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وشبكة الإنترنت تعيش فترة طفولتها المبكرة. ومنذ بدء الألفية الجديدة ، لم يتمكن أتلتيكو من تحقيق أفضل من خمس تعادلات في مواجهات "الديربي" كما يطلق عليها في أسبانيا. وسنحت فرصة رائعة أمام أتلتيكو لفك نحسه قبل ثلاثة أسابيع عندما حل عليه ريال مدريد ضيفا بملعب "إستاديو كالديرون" ضمن منافسات الدوري الأسباني، مع العلم بأن غالبية لاعبي ريال مدريد الأساسيين كانوا غائبين عن صفوفه خلال هذا اللقاء لانشغال الفريق بمواجهته بالدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند الألماني. وبالفعل تقدم المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو لأتلتيكو في بداية المباراة وبدا أن اليوم المنتظر قد جاء أخيرا. ولكن مع وصفة أتلتيكو التقليدية التي تجمع بين العصبية وسوء الحظ ، فقد خسر صاحب الأرض 1-2 في النهاية. وتسنح أمام أتلتيكو فرصة جديدة غدا الجمعة عندما يحل ضيفا على ريال مدريد في "استاديو بيرنابيو" في نهائي مسابقة كأس أسبانيا. في الحقيقة ، لم يرد أي من الفريقين خوض هذا اللقاء باستاديو بيرنابيو. فقد أكد رئيس أتلتيكو إنريكي سيريزو أنه دور فريقه في استضافة هذا النهائي. أما ريال مدريد ، فقد كان يفضل خوض هذه المباراة في برشلونة أو فالنسيا أو اشبيلية. ويرجع السبب في ذلك إلى أن ريال مدريد يعاني من مشكلة مع مباريات نهائي الكأس التي تجرى في البيرنابيو. فالغريب بالنسبة لنادي يتمتع بنجاح كبير مثل ريال مدريد أنه خسر ست مرات في المباريات الثماني التي لعبها على ملعبه في نهائي كأس أسبانيا والتي جاءت آخرها في عام 2002 أمام ديبورتيفو لا كورونا. هذا باالإضافة إلى أن ريال مدريد خسر في المواجهات الثلاث السابقة التي جمعته بأتلتيكو في نهائي كأس أسبانيا بملعب البيرنابيو في أعوام 1960 و1961 و1992 . وسيحضر 35 ألف مشجع لأتلتيكو في البيرنابيو غدا على أمل مشاهدة فريقهم وهو يحقق فوزه المنتظر أخيرا. ولاشك في أن ريال مدريد سيكون المرشح الأقوى لتحقيق الفوز غدا ، خاصة مع تقدمه بفارق تسع نقاط أمام أتلتيكو بترتيب مسابقة الدوري. ومع ذلك فقد قال خوانفران الظهير الأيمن لأتلتيكو الذي بدأ مشواره الاحترافي مع ريال مدريد هذا الأسبوع: "إنني مقتنع بأننا سنفوز .. لأننا نعرف ما علينا أن نفعله يوم الجمعة". وأضاف: "يعرف مدربنا (دييجو سيميوني) كيف يعدنا جيدا لمباريات النهائي. وفي الموسم الماضي ، فزنا في نهائيين (نهائي الدوري الأوروبي أمام أتلتيك بلباو وكأس السوبر الأوروبية أمام تشيلسي الإنجليزي). إنه متخصص حقيقي". في الوقت نفسه ، قال لاعب خط الوسط دييجو جودين: "إننا نمر بحالة جيدة ونتطلع قدما للنهائي. ستكون فرص الفريقين متساوية. ربما يكونوا هم المرشحون الأقوى من الناحية النظرية ، ولكنني أعتقد أن الفرص ستكون متساوية". ومع تماثل المدافع المخضرم سيرخيو راموس للشفاء ، لا يوجد حالات إصابة أخرى في ريال مدريد باستثناء الفرنسي الصاعد رافاييل فاران. وسيكون الحل المنطقي بالنسبة للمدرب البرتغالي لريال مدريد جوزيه مورينيو في هذه الحالة هو الدفع بمواطنه بيبي بدلا من فاران ، ولكن مورينيو غاضب على اللاعب المخضرم بسبب تصريحه العلني بأن المدرب لا يظهر الاحترام الكافي لحارس مرمى الفريق الدولي إيكر كاسياس. وتسببت مشاكل مورينيو المستمرة مع كاسياس في تسميم أجواء البيرنابيو ، وتسببت أيضا في انقلاب غالبية لاعبي ريال مدريد الحاليين والسابقين والجماهير أيضا ضد المدرب البرتغالي. فعلى سبيل المثال ، صرح أمانسيو جناح ونجم ريال مدريد في فترة الستينات هذا الأسبوع قائلا: "لقد أساء مورينيو كثيرا إلى صورة النادي وخاصة لرئيسه فلورنتينو بيريز". ويتوقع عودة مورينيو إلى تشيلسي هذا الصيف ، بينما يبدو أن بيريز يضع عينه على الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب باريس سان جيرمان لخلافة المدرب البرتغالي. واجتمع اللاعبون في غداء ما قبل النهائي أمس الثلاثاء دون دعوة مورينيو أو أي من مساعديه الكثيرين.