تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إيقاف ثمانية أشخاص، من بينهم ثلاثة من ذوي السوابق الإجرامية في السرقة وتكوين عصابة إجرامية، ينشطون ضمن شبكة إجرامية متخصصة في الدخول غير المشروع إلى القواعد المعلوماتية للمعطيات الشخصية، واستعمالها في الابتزاز وتحصيل مبالغ مالية من الضحايا. وقد رصدت المصالح الأمنية بتنسيق مع نظيرتها في إحدى الدول العربية، النشاط الإجرامي للمشتبه فيهم، المتمثل في قرصنة الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري على الهواتف المحمولة وتحميل المعطيات الشخصية المخزنة بها، ثم الشروع في تهديد الضحايا بنشر محتواها مقابل التوصل بتحويلات مالية مهمة، بحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني. وأضاف ذات البلاغ أن الأبحاث والتحريات التي باشرتها مصالح الأمن مكنت من تحديد هوية اثنين من المشتبه فيهم المتورطين بشكل مباشر في عمليات القرصنة المعلوماتية، فيما ينحصر دور باقي الموقوفين في ربط الاتصال بالضحايا وتحصيل المبالغ المالية عن طريق الابتزاز، حيث ضبطت بحوزتهم إيصالات تخص حوالات بنكية دولية، فضلا عن معدات معلوماتية وهواتف نقالة ودعامات تخزين رقمية، تستعمل في هذا النشاط الإجرامي. وتجدر الإشارة أنه في ظل التطور المعلومياتي، والارتفاع في عدد رواد الشبكة العنكبوتية، بات يفتح المجال أمام جيل جديد من الجرائم وهي "الجرائم الإلكترونية"، مما جعل من العالم الافتراضي أقل أمانا وأكثر خطورة من العالم الواقعي الملموس. وسبق أن أكد مجموعة من الخبراء المعلوماتيين في إتصال مع "رسالة 24″، أن الشبكة العنكبوتية غير آمنة، حيث قال أمين الشراعي الخبير في الأمن المعلوماتي والاستشاري في تقنيات الإنترنت ومكتشف مجموعة من الثغرات على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه لا يمكن الحديث عن أمن المعلومة، عندما يكون الجهاز الذي نشتغل عليه "حاسوب، هاتف…." متصل بالشبكة العنكبوتية، وأوضح الشراعي أن أي معلومة يتم وضعها على مستوى الإنترنيت فهي متاحة أمام الجميع، ويمكن للجميع أن يحصل عليها. وأكد إبراهيم المساوي المهندس المعلوماتي والخبير في التطبيقات وبرامج الحماية الإلكترونية بدوره، أن مشاركة المعلومات والبيانات الشخصية على مستوى الشبكة العنكبوتية يشكل خطرا، لأن هناك من يتاجرون في أعراض الناس، وفي المعلومات والبيانات أيضا"، وأشار المساوي أن المعلومة تساوي المال، مشيرا أن هناك تجارة نشيطة بشكل كبير جدا في الاتجار بالمعلومة رغم أن هذه الأفعال منبوذة من طرف القوانين الدولية... وكشفت أستاذة تدرس بإحدى الثانويات التأهيلية بمدينة الدارالبيضاء في اتصال مع "رسالة 24″، أنها سبق أن تعرضت لعملية ابتزاز من طرف أحد الأشخاص، كاشفة أن الأمر بدأ عندما شاركت في إحدى الدورات التدريبية في التنمية الذاتية، وطلب منها أحد المشاركين هاتفها لالتقاط صور جماعية، قبل أن تتفاجأ بعد أسبوع أن شخصا يرسل لها صورها الشخصية عبر تطبيق للتواصل الفوري والتي تضعها في هاتفها وكل بياناتها ويطلب منها مبالغ مالية مقابل عدم نشرها، مما يعني أنها تعرضت لعملية اختراق على مستوى الهاتف من طرف الشخص المشار إليه سابقا، عن طريق إدخال رمز خاص بهاتفها مكنه من مراقبتها، وفق ما صرحت به الضحية. وأضافت الضحية، أن الواقعة كلفتها مبالغ مالية مهمة بسبب الابتزاز، مضيفة أنها دخلت للمستشفى لفترة بسبب تدهور حالتها الصحية نتيجة الضغوط التي تعرضت إليها.