"حقا قد تكون خطوة صغيرة لنا كأفراد لكنها قفزة عملاقة للوطن"، هذا ماصرح به مصطفى فارس، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، خلال كلمته في افتتاح مؤتمر مراكش الدولي للعدالة، الذي يخلد الذكرى الأولى لتأسيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية. وقال فارس: "اليوم تشهدون معنا الذكرى الأولى لحدث تنصيب المجلس الأعلى للسلطة القضائية في حلته الجديدة بعد دستور 2011″، نموذج مغربي متفرد لسلطة قضائية بتركيبة متنوعة منفتحة واختصاصات متعددة وأدوار مجتمعية كبرى ذات أبعاد حقوقية وقانونية متميزة وبروح إصلاحية عميقة، حسب فارس. وأورد مصطفى فارس، أن تاريخ 6 أبريل من السنة الماضية، شهد تتويج سنوات طوال من العمل الدؤوب والنقاش الجاد الذي ساهم فيه جميع الفاعلين بكل مسؤولية ومواطنة، ونتاج الأوراش الكبرى التي يقودها الملك محمد السادس بكل إقدام وتبصر من أجل تكريس دولة الحق والمؤسسات. "يوم تاريخي سيبقى موشوما في ذاكرة أسرة العدالة كمحطة لتتويج خيارات مجتمع يتجه نحو المستقبل بخطى ثابتة ورؤية واضحة وإرادة صادقة من خلال مؤسسة دستورية تعبر عن سلطة قضائية مستقلة ملزمة"، هكذا عبر مصطفى فارس. وكشف فارس أن مليونين و846 ألف و192 هو عدد الأحكام التي أصدرها القضاء بمحاكم المملكة بنسبة قدرها 4% مقارنة بالسنة الماضية، حيث أبدى ارتياحه التام للمؤشرات الايجابية، التي عبر عنها القضاة من خلال أرقام ومعطيات إحصائية تؤكد المجهود الكبير الذي تم بذله هذه السنة رغم كل الاكراهات والصعوبات. وعبر فارس على أن هذه المؤشرات تبعث رسائل ثقة تؤكد للجميع أنه لا تخوف على مستقبل استقلال السلطة القضائية ببلادنا وتطالبنا باهتمام أكبر بالعنصر البشري من مسؤولين قضائيين وقضاة، يحتاجون إلى الكثير من الدعم والتشجيع مع العناية بأطر، وموظفي كتابة العمود الفقري للعدالة وللسلطة القضائية. وفِي ختام كلمته، أعلن مصطفى فارس أن السلطة القضائية أعلنت منذ اليوم الاثنين من مراكش، ولادة المنتدى الدولي السنوي للم شمل أسرة العدالة عبر العالم، حيث ستفتح مراكش، أبوابها لتكون فضاءا للتفكير والتأمل والحوار واحتضان التقاش من أجل تدارس كل القضايا الكبرى وخلق مبادرات جادة وشراكات متنوعة.