قال الأخ محمد أبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري إن هذا الأخير لم يتنكر أبدا وفي اية لحظة للدفاع عن المال العام ولم يحم المتورطين في نهب المال العام أو وقف ضد محاكمتهم محاكمة عادلة. وأكد الأخ أبيض في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الجهوي لحزب الاتحاد الدستوري بجهة مراكش تانسيفت الحوز، حرص حزب الاتحاد الدستوري على عدم التدخل في سير مجرى العدالة التي دعاها إلى التمييز بين ما هو سياسي وما هو غيره في ما يرفع إليها من قضايا. وأشار الأخ أبيض الى استهداف مناضلي حزبه لاسيما في جهة مراكش بتهم مجانبة وعن طريق رسائل مجهولة بغاية إزاحتهم عن ساحة المنافسة السياسية الشريفة، مشددا على ما يتميز به هؤلاء المناضلون من خبرة وكفاءة و"قبول لدى المواطنين". وألمح الأخ الامين العام أن الاتحاد الدستوري الذي كان سباقا إلى طرح الجهوية كإطار لتحقيق الحكامة الترابية الجيدة، لازال يتطلع إلى اليوم الذي تفك فيه الحكومة الحالية القيود المكبلة لتطبيق هذه الجهوية، وتدرك ان تأخرها في تنظيم الانتخابات المحلية والجهوية وما يتبعها من انتخابات برلمانية تخص الغرفة الثانية، إنما هو تعطيل لركن هام وأساسي من أركان استكمال منظومة التنمية الشاملة. ومن جهته، قال الأخ عمر الجزولي عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي للحزب بجهة مراكش تانسيفت الحوز أنه تحمل مسؤولية التنسيق الجهوي لمدة 25 سنة وقد كان دائم الحضور، مضيفا أن المقر الجهوي كان يشتغل على مدار السنة دون الأخذ بعين الاعتبار إن كان الحزب في الأغلبية او المعارضة. وأكد الأخ الجزولي أن مناضلي ومناضلات الحزب بهذه الجهة تمكنوا أن يجعلوا من هذه الجهة الحزبية قلعة الاتحاد الدستوري منذ التأسيس، ويحسب له حسابه على المستوى المحلي والجهوي والوطني. ولم يفت الاخ المنسق الجهوي أن يذكر بتمثيلية المواطنين وتدبير شؤونهم على مختلف المستويات بالجهة وان ذلك يشهد عليه المراكشيون وأن التاريخ سيخلدها، مضيفا أن الحزب يعيش مرحلة تجديد هياكله واستكمال تنظيماته، معتقدا أن الوقت قد حان لتسليم مشعل التسيير لجيل الشباب من أجل ضخ دماء جديدة في الهياكل الحزبية. شاكرا كل الذين سجلوا بصماتهم في تاريخ الحزب بهذه الجهة مناضلين ومناضلات واعلاميين. الاخ محمد الحر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أبرز في خطابه السياسي أن الحزب بما يعرفه من حضور متميز بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وبتجربته المهمة والغنية في تدبير الشأن المحلي بالجهة، سواء على مستوى المجلس الجماعي أو مجالس المقاطعات و الجماعات، يشيد بكل المجهودات الساعية إلى تنمية الجهة من طرف الساهرين على تدبير الشأن المحلي سواء من حزبنا أو من أحزاب أخرى، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود، قصد تنمية الجهة بما يتلاءم والإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها جهتنا، و كذا بما يتناسب و توجه المغرب نحو تفعيل نظام الجهوية المتقدمة والموسعة. واستعرض الأخ الحر مجموعة من الإجراءات التي يمكنها الإسهام بشكل فعال في التنمية الجهوية والتي يدعو إليها الاتحاد الدستوري كإعادة النظر في نظام وحدة المدينة، حيث لم يؤد الدور المنتظر منه ، وذلك بسبب القوانين التي تؤدي إلى تركيز مالية المجلس لدى المجلس الجماعي، مما يؤدي إلى غياب المنافسة بين المقاطعات والعودة إلى نظام البلديات، نظرا لجدواه في تدبير الشأن المحلي، من خلال تكثيف اهتمام كل بلدية بمحيطها و رفع سقف العتبة الانتخابية، وذلك قصد تجنب البلقنة في المجالس المنتخبة، لأن ذلك يؤدي إلى عسر التدبير وصعوبة الانسجام بين مختلف الشركاء السياسيين، كما أنه سيمكن من تكوين هذه المجالس من حزبين أو ثلاثة ليحد من اتساع دائرة الخلاف. وأكد الأخ الحر أن الاتحاد الدستوري يتابع بقلق الأزمة الحكومية منذ أشهر، وقبلها غياب الانسجام بين مكونات الأغلبية، مما يعود سلبا على تدبير الشأن العام الوطني ويعرقل كل الأوراش، و يهدر الزمن بحثا عن انسجام بات مستحيلا، أوتحالف بدا قصيا، تناثرت فيه الشروط ذات اليمين وذات الشمال، وغلب عليه منطق الغنيمة الوزارية و الفيء الحقائبي، بدل تغليب مصلحة الوطن، ويؤخر التفعيل السليم للدستور؛ وأبرز رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في ذات الكلمة إن الواقعية في التدبير، والعقلانية في التفكير، و رزانة الرؤية و بعد النظر و هدوء الخطاب و عمق التصور، وهي سمات يتسم بها الاتحاد الدستوري، و يجب أن يبقى متمسكا بها يربي مناضليه عليها خصوصا الجيل الصاعد الذي سيتسلم مشعل قيادته مستقبلا، لأن التاريخ لا يفتأ يذكرنا أن هذا المنهج هو الأسلم و الأنفع للوطن و المواطنين، و أن مادون ذلك هشيم سرعان ما تذروه الرياح، وما ينفع الناس يمكث في الأرض. وفي نهاية أشغال المؤتمر تم تكريم قيدوم الدستوريين بجهة مراكش تانسيفت الحوز الأخ د. عمر بلقزيز، فقدم له الأمين العام للحزب الأخ محمد أبيض بالمناسبة هدية تقديرية. يشار الى ان المؤتمر الجهوي جدد الثقة في المستشار البرلماني عمر الجزولي منسقا جهويا لولاية جديدة فيما تم إسناد مهمة تشكيل المكتب الجهوي واستكمال هياكله للمنسق الجزولي. وكان المؤتمر الجهوي لحزب الاتحاد الدستوري قد عقد دورته الخامسة في مراكش تحت شعار "من اجل تنظيم ليبرالي دستوري قوي فعال" حضره أكثر من 1800 مناضل وماضلة من فروع وتنظيمات الحزب بأقاليم الجهة كما حضره في منصة الرئاسة عمر بلقزيز ومحمد الحر والحاج أحمد البنا وأم البنين وفوزية البيض وصباح المنصوري إلى جانب الأمين العام.