ردا على سؤال بشأن حالة مزدوجي الجنسية من أصل مغربي المتورطين في هجمات إرهابية بأروبا خلال السنوات الاخيرة ، قال عبد الحق الخيام في حديث لجريدة لوموند الفرنسية، أن بعض العوامل هي التي ساهمت في هذه الوضعية، ومنها غياب قوانين تتيح إلقاء القبض على المشتبه فيهم. وأشار على سبيل المثال الى اعتداءات باريس سنة 2015 وبروكسيل سنة 2016 ، موضحا ان مصالح الشرطة كانت على علم بأن بعض الاشخاص، مروا من مناطق معارك، لكن في غياب نصوص قانونية لم تتمكن من استجوابهم. وقال كان يتعين تأطيرهم على المستوى الديني. وأكد أن العديد من هؤلاء الشباب مزدوجي الجنسية، تطرفوا داخل السجون، حيث كانوا يقضون عقوبات عن جرائم بسيطة، وهو ما يشير إلى كونهم لم يستطيعوا الاندماج في المجتمع. وبالتالي تم استقطابهم وتجنيدهم من داخل السجون. وأبرز أيضا أن المغرب يعمل مع شركائه الغربيين، بطريقة فعالة ، من خلال تبادل المعلومات بخصوص مزدوجي الجنسية، قائلا " لدينا ضباط اتصال في البلدان الشريكة، كما أن هناك ضباط اتصال غربيين في المغرب". وردا على سؤال حول تنامي التهديد الارهابي، اعتبر عبد الحق الخيام أن تنظيم (داعش) "لم يختف، بل توجه نحو منطقة الساحل والصحراء، وليبيا. إنه يستقر في المناطق التي تشهد أوضاعا مضطربة". وأكد أن ذلك يشكل تهديدا بالنسبة للمغرب والمنطقة برمتها، مضيفا ان المملكة، تقوم بتبادل للمعلومات مع البلدان التي تهتم بالمنطقة. وشدد على أن المشكل يكمن في عدم تعاون الجزائر، ووجود منطقة تسيطر عليها مجموعة إرهابية ألا وهي البوليساريو، مذكرا بأن تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي لازال ينتشر جنوبالجزائر، وشمال مالي. وقال أنه على الرغم من وجود تباين بين التنظيمين، الا انهما يدافعان على نفس الاديولوجيا. ولدى تطرقه لسياق إحداث المكتب المركزي للابحاث القضائية، ذكر عبد الحق الخيام بأنه بعد اعتداءات الدارالبيضاء سنة 2003 ، دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى تبني استراتيجية جديدة في مجال مكافحة الإرهاب، لا تقتصر على الجانب الأمني بل تشمل أيضا الجانب الديني والتنموي. وتابع مدير المكتب المركزي للابحاث القضائية أن المغرب انكب في هذا السياق على تأطير الحقل الديني ، وأطلق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل تحسين طروف عيش الساكنة. وتطرق عبد الحق الخيام أيضا إلى الإجراءات المتخذة من أجل التصدي للمتطرفين، الذين يلجأون إلى استخدام وثائق هوية مزورة من أجل الإفلات من مراقبة مصالح الأمن، ومنها اعتماد بطاقة الكترونية، وجوازات بيوميترية، وإنشاء جهاز "حذر" من أجل ضمان أمن وحماية أماكن تشكل بشكل عام أهدافا للإرهابيين. وخلص إلى القول أنه تم بعد ذلك أحداث المكتب المركزي للابحاث القضائية سنة 2015 من اجل تمكين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من ذراع قضائي.