استعرضت كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، المكلفة بالتنمية المستدامة، نزهة الوافي، أمس الثلاثاء بأبيدجان، المحاور الكبرى لسياسة المغرب في مجال تدبير ومعالجة وتثمين النفايات، ولاسيما الخطيرة منها. وقالت الوفي في افتتاح المؤتمر الثاني للأطراف في اتفاقية باماكو بشأن حظر استيراد النفايات الخطرة إلى إفريقيا والتحكم في حركتها عبر الحدود وإدارتها، إن المغرب، ووعيا منه بالرهانات المرتبطة بحركة النفايات الخطيرة عبر الحدود، انضم إلى العديد من الاتفاقيات الدولية، ولاسيما اتفاقية بازل التي صادقت عليها المملكة سنة 1995، والتي تتوخى أساسا حماية الصحة والبيئة. وأضافت أنه علاوة على هذه المصادقة التي تجسد إرادة المغرب المساهمة في المجهود "العالمي" الرامي إلى تدبير أمثل للنفايات والقضاء عليها، ومعالجة حركتها العابرة للحدود، فإن المملكة اتخذت إجراءات أخرى متعددة. وأوضحت أن الأمر يتعلق بالمصادقة على القانون 28-00 حول تدبير النفايات والقضاء عليها، والذي يتضمن مقتضيات اتفاقية بازل ويحظر استيراد النفايات الخطيرة، وكذا بتعزيز جهاز المراقبة عبر مرسوم حول شرطة البيئة، وتطبيق التعديل المتعلق بالحظر على نقل النفايات الخطيرة من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في اتجاه الدول غير الأعضاء بهذه المنظمة. وحسب الوفي، فقد تم إطلاق البرنامج الوطني لتثمين النفايات الذي يعد برنامجا طموحا يروم إحداث "الركائز" القانونية والتقنية والمالية من أجل إعادة استخدام وتثمين النفايات عبر سلسلة من الإجراءات. كما أشارت إلى النهوض بالتدبير المندمج والمستدام للنفايات، وتنظيم منظومات إعادة تدوير وتثمين النفايات، والتقليص من تبذير الموارد الطبيعية، والتخفيف من آثار الأنشطة الصناعية، وتحسين ظروف الصناعة الوطنية وخلق الاستثمارات ومناصب الشغل. كما أن هناك العديد من المنظومات التي تم إطلاقها أو هي بصدد الإطلاق، ولاسيما تلك المتعلقة بفرز وتثمين النفايات، والتي تشمل النفايات البلاستيكية، والبطاريات المستخدمة، ونفايات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والزيوت المستعملة، والعجلات المستعملة، والزيوت الغذائية المستعملة، والورق المقوى المستعمل، ونفايات البناء والهدم. وبخصوص مشاركة المغرب في هذا المؤتمر، بصفة ملاحظ، أكدت السيدة الوفي أنها تعد تعبيرا عن دعم المملكة لهذه الاتفاقية الجهوية في أفق إتمام المساطر المتعلقة بالمصادقة عليها. وفي سياق متصل، أشارت الوافي، إلى أنه خلال العقد الأخير، أدى النمو الصناعي إلى نمو معتبر في النفايات الخطيرة، وهو ما نتج عنه تطور غير مسبوق في الحركة العابرة للحدود لهذه النفايات، والتي تتسبب في آثار وخيمة على الدول السائرة في طريق النمو. وحسب كاتبة الدولة، فإن مكافحة حركة النفايات العابرة للحدود تعد رهانا متعدد الأبعاد يظل موقوفا على تعاون حقيقي بين دول المنطقة. وأضافت أن إحداث آلية إقليمية "تستجيب لانشغالاتنا بما في ذلك تلك التي لم تؤخذ في الاعتبار في اتفاقية بازل، يشكل لبنة مهمة لحماية صحة وبيئة شعوبنا". وأبرزت أنه في هذا الصدد، تشكل اتفاقية باماكو فرصة لمنع تام لاستيراد النفايات الخطيرة بالقارة. وتعتبر اتفاقية باماكو آلية قانونية جهوية لتنزيل مقتضيات اتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها على الصعيد الإفريقي.