كشفت مصادر جيدة الإطلاع ل"رسالة24″ أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قد فتحت بحر الأسبوع المنصرم، تحقيقا عاجلا بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة، وبإشراف مباشر من المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، حول ظروف وملابسات نجاح أسرة أفغانية تتكون من زوجين وأطفالهما الثلاثة، من مغادرة التراب الوطني عبر مطار طنجة الدولي ابن بطوطة في اتجاه مطار شارل دوغول بمدينة باريس الفرنسية يوم 14 أكتوبر الماضي، على متن طائرة تابعة لشركة ذات التكلفة الاقتصادية المنخفضة، وذلك دون أن تستشعر المصالح الأمنية والإستخباراتية المادية والحسية المعنية المرابطة بمطار طنجة حيثيات هذا العبور، وما إن كانت القضية مجرد مغادرة روتينية لمسافرين عاديين استوفوا جميع شروط الإركاب القانونية نحو الخارج، أم مرده إلى ثغرة أمنية على مستوى المراقبة اللازمة داخل هذه النقطة لحدودية الجوية الإستراتيجية. وتعود وقائع القضية، إلى يوم 14 أكتوبر الماضي، وذلك عندما نجحت الأسرة الأفغانية المعنية من السفر إلى فرنسا عبر مطار طنجة الدولي في ظروف غير محددة، حيث كان رئيس أمن المطار بالنيابة عبد العزيز الحمدوني في عطلة عرضية عن العمل تنتهي يوم 17 أكتوبر الماضي، حيث كان ينوب عنه في تصريف مهام أمن المطار خلال مدت غيابه نائبه ضابط الأمن الممتاز (ب.ع) الذي جرى توقيفه منتصف ليلة أول أمس الإثنين بمنزله الواقع بمنطقة بني مكادة، بعد تقدم التحقيقات القضائية في القضية. وبرجوع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لكاميرات المراقبة بعد تفجر القضية مباشرة بعد عودة رئيس اكمن المطار من عطلته، تبين لها بعد تفريغ محتويات التسجيل أن شخصا غريبا عن المطار كان برفقة الأسرة الأفغانية المذكورة، بعدما تمكن وبكل يسر من التسلل إلى قلب المطار، متخطيا بذلك المربع الأمني المنصوب أمام البوابة الرئيسية للمطار، والذي يمنع لغير المسافرين بتجاوزه. إلى ذلك، وبعد البحث عن هوية الشخص الغريب الذي نجح في تجاوز جميع الإجراءات الأمنية المشددة بالمطار، تبين بأنه يسمى (ر.ن)، وهو مفتش شرطة سابق بمطار ابن بطوطة، وبأنه جرى عزله من الوظيفة بعدما تم اعتقاله سنة 2009، في قضية تتعلق بالهجرة السرية نحو أوروبا، وقد حكم عليه ب 3 سنوات حبسا نافذا بعد متابعته في حالة اعتقال بالتهم المنسوبة إليه ابتدائيا واستئنافيا، كما أنه اشتغل بشركة للأمن الخاص مباشرة بعد الإفراج عليه ومغادرته أسوار السجن. كما أظهرت التسجيلات المرئية بأن مفتش الشرطة السابق (ر.ن)، والمطرود من الخدمة لتورطه في جريمة الهجرة السرية، احتسى القهوة مع نائب رئيس أمن المطار في ذات اليوم، كما قام بمصافحة عدد ممن جرى الاستماع إليهم بخصوص القضية بداية من 30 أكتوبر الماضي، بمن فيهم مسؤولي شركة الطيران التي غادرت فيها الأسرة الأفغانية التراب الوطني ومستخدمي الأمتعة والتسجيل. هذا، ونفت مصادرنا أن تكون الأسرة الأفغانية قد غادرت التراب الوطني بوثائق مزيفة، بدليل عدم إرجاعهم إلى المغرب من قبل مصالح أمن مطار بارس، معتبرة البحث الأمني والقضائي الجاري ينصب على كشف مدى تقصير شرطة الحدود بمطار طنجة في أداء مهامها على النحو المطلوب، وحول شبهة وساطة رجل الأمن السابق في التهجير السري، مستغلا منصبه السابق وعلاقته الشخصية ببعض العاملين بالمطار، خاصة من رجال الأمن.