في خرجة "فايسبوكية" غير مسبوقة، شن مصطفى الرميد، عضو الأمانة لحزب العدالة والتنمية، هجوما حادا على أمينه العام عبد الإله بنكيران، وذلك على خلفية ما ورد في كلمة هذا الأخير في سياق حديثه بمناسبة اللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات، المنعقد يوم السبت الماضي، والتي قال فيها إنه الوحيد الذي قاد الحملة الانتخابية للحزب خلال الانتخابات التشريعية لنونبر 2011، بينما اختار قياديون آخرون الذهاب إلى الحج أو عدم المشاركة. وقال الرميد في تدوينة على حسابه الشخصي ب"الفايسبوك" نشرها مساء اليوم، إن كلمة بنكيران خلال اللقاء المذكور "أوردت معطيات ووقائع وأحداث لا علاقة لها مطلقا بموضوع اللقاء، الذي كان يفترض فيه اجتناب كل ما يزيد في تفاقم الخلافات ويكرس مزيدا من النزاعات." وأضاف الرميد أن كلمة أمينه العام "خالفت التوجيه الذي أصدره يوم 16 أكتوبر الجاري، والذي لاحظ فيه على بعض التفاعلات بين أعضاء الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها لم تنضبط على العموم لمنهج وآداب الاختلاف، ومست بأخلاق الأخوة والاحترام المطلوب بين مناضلي الحزب." وتابع الرميد وهو يرد على إشارة بنكيران له بأنه فضل الذهاب إلى الحج، خلال الحملة الانتخابية بالقول إن "كلمة الأخ الأمين العام خالفت التوجيه أعلاه ومست بعموم الإخوة القياديين، وانتصر فيها لنفسه مسفها جهود الجميع، فهم بين من سافر إلى الحج، وبين من رفض المشاركة في الحملة الانتخابية ومن لم يكن يريد مشاركة الحزب أصلا في تلك الانتخابات، ومنهم من قام بحملة انتخابية محدودة (على قدر الحال على حد تعبيره)... يضيف عن نفسه أنه (مات مع تلك الانتخابات)". وبعدما تساءل حول ما إذا كان ما قاله أمينه الأمين العام بشأن "إخوانه يطابق توجيهه أم يناقضه؟ وهل فعلا كان ذلك هو حال إخوانه بالشكل الذي وصفه؟ وما الفائدة من ذكر ذلك كله الآن؟"، زاد الرميد مستدركا أنه "لإثبات عدم صحة مزاعم الأخ الأمين العام بشأن إخوانه وأخواته في قيادة الحزب، مع التنويه ببلائه الحسن في الحملات الانتخابية، لأن ذلك من الانصاف والاعتراف لكل ذي فضل بفضله، يكفي أن أذكر أني أنا المصطفى الرميد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المعني الوحيد بالسفر إلى الحج سنة2011". وتابع الرميد "لقد فات الأخ الأمين العام أن يذكر رأيي الذي دافعت عنه حينئذ ولم أفلح في إقناعه به هو أن الحزب يحتاج إلى جرعة أخلاقية يجسدها عدم ترشيح بعض الإخوة القياديين ليكونوا قدوة للمناضلين الآخرين في حين يتم ترشيح آخرين لقيادة الحزب داخل البرلمان، وتطوعت للقيام بما اعتبرته مهمة نبيلة"، مذكرا أنه فعلا سافر إلى الحج أثناء إيداع الترشيحات وأنه عاد مع بداية الحملة الانتخابية، إلا أنه أضاف "وخلافا لما زعمه الأخ الأمين العام فإنني شاركت في الحملة الانتخابية بما وسعني من مشاركة، وهكذا وللتاريخ، وتذكيرا للأخ الأمين العام فقد خضت الحملة مع أعضاء الحزب في الدارالبيضاء وسيدي بنور ووجدة وبركان وتيزنيت والعيون وبوجدور وغيرها". وعاد وزير العدل والحريات السابق ووزير الدولة الحالي الى فترة تشكيل حكومة بنكيران حيث خاطب الأخيرا بسيل من الأسئلة قائلا "إذا كان المصطفى الرميد على سبيل المثال يهذا الشكل الذي حاولت الإيحاء به أمام جمع غفير من قيادات الحزب على صعيد ربوع الوطن، فلماذا اقترحته عضوا في الحكومة بعد هذا "الخذلان" الذي أشرت إليه؟ ولماذا تمسكت به بعدما واجه اقتراحك صعوبات تعرفها؟ ولماذا اقترحته بعد ذلك على المجلس الوطني خلال المؤتمر السابع لعضوية الأمانة العامة؟ ولماذا أصبحت تعتمد عليه في الكثير من الأمور الحزبية والحكومية خلال السنوات الفارطة؟ ولماذا كنت تصر على القول مرات أنك لا ترى غيره مؤهلا لقيادة الحزب والحكومة؟." وزاد الرميد "الأخ الأمين العام، إنني أتساءل حقيقة، هل كنت ستقول الذي قلته لو ناصر المصطفى الرميد التمديد لولاية ثالثة، وأنت تعرف في هذا رأيي المبدئي، والذي سبق أن بسطته عليك تفصيلا منذ حوالي سنتين وهو ما سأعود إلى استعراضه في مناسبة قادمة إن شاء الله". وأضاف الرميد أنه استشعر كما العديد من زملائه في الحزب، "خيرا مع البلاغين الأخيرين بدعوتهما أعضاء الحزب العودة إلى جادة الصواب، وكنت آمل أن يكون الأخ الأمين العام قدوتنا جميعا في ذلك خاصة أنه دعا في بلاغه الأخير إلى صيانة الأعمال من العبث ونهى عن تخريب البيوت بالأيادي، لكنه للأسف الشديد أبى إلا أن يخالف ما دعا عموم الأعضاء إليه"، يقول الرميد. وختم الرميد تدوينته الطويلة بالكشف عن إجرائه اتصالا هاتفيا مع بنكيران "بعدما سمعت عنه ما قال في حقي وحق الإخوة الآخرين وكنت أنتظر مسارعته للاعتذار، لكنه إذ لم يفعل لم يبق أمامي إلا البيان والتبيين، خاصة وانه سبق له أن صرح في المجلس الوطني للحزب المنعقد بتاريخ 15 يوليوز 2017 قائلا : (سمعت بلي شي واحد قال ردوا البال راه التزكيات جاية بمعنى تهدد الإخوان غدا إلى كنت في منصب المسؤولية ما غاديش تعطيهم التزكية لأنهم ما ناصروكش اليوم)، ولما اتصلت به معربا عن استنكاري لما سمعت، سواء صح ذلك ام لم يصح، لانه ان صح فهذا يعني أن هناك انحرافا ينبغي ان يوضع له حد على مستوى أداء بعضنا، وإن لم يصح فينبغي وضع حد للإفتراءات التي تمس شرف الحزب وسمعته وديمقراطيته، إلا أنه رفض رفضا مطلقا، مما جعل عموم الأعضاء يتوزعون في اتهام قياديي الحزب بهذا الانحراف وهو ما يجعلني اليوم أدعو الله تعالى أن يرد بنا جميعا إلى الصواب ويهدينا سواء السبيل ويكف أذى بعضنا ويؤلف بين قلوبنا ويلم شعثنا ويوحد صفوفنا."