أحالت مصالح المركز المحلي للدرك الملكي بطنجة، بعد زوال اليوم الخميس، على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف، في حالة اعتقال، زعيم عصابة إجرامية خطيرة مكونة من 5 أشخاص، متخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية التحت أرضية، بعدما نفذت مؤخرا سلسلة من عمليات السطو والسرقات بالتسلسل من داخل مركز إحدى شركات الاتصال على مستوى المنطقة الصناعية كزناية، باستخدام سيارات مكتراة، تمكنوا خلالها من سرقة مئات الأمتار من هذه الأسلاك بعد تخريب تجهيزات شبكة الإتصالات وأجهزتها التقنية، علما أن نفس العصابة يشتبه في تورطها في تنفيذ عمليات سرقة واسعة للأسلاك النحاسية الخاصة بشركات الإتصالات بالمجال الحضري، حيث سبق للمصالح الأمنية المختصة وأن سجلت سرقة كميات كبيرة من الأسلاك النحاسية من حي الموظفين بمقاطعة السواني، يوم 23 شتنبر الماضي، مما أدى إلى تخريب الشبكة الإتصالات بالكامل وتعطيل خدمات الهاتف الثابت والإنترنيت بالمنطقة لأكثر من 48 ساعة، قبل عودتها بعد تثبيت أسلاك جديدة عوض تلك المسروقة. وجاء توقيف المتهم (طارق.)، من مواليد سنة 1989، متزوج، الساكن بحي السلام "حومة الحداد" بمقاطعة بني مكادة، مباشرة بعد تنفيذ العصابة المعنية لآخر عملية سرقة لها من داخل المركز المذكور يوم الخميس 12 أكتوبر الجاري، بنفس السيناريو، وذلك باستخدام سيارة صغيرة من نوع بوجو 301 سوداء اللون، غير أنه وأثناء محاولة العصابة مغادرة المركز المستهدف بعملية السرقة، صادفت في طريقها دورية متحركة للدرك الملكي، وقائد المنطقة رئيس الملحقة الإدارية 1، ما دفع بالسائق إلى تغيير الإتجاه بشكل خاطف، والفرار بسرعة جنونية والإختفاء وسط الظلام وتضاريس المنطقة الوعرة، مستغلا في ذلك بعد المسافة الفاصلة بينهم وبين عناصر الدرك الملكي، ومع ذلك، فقد تمكنت عناصر الدورية من التقاط ترقيم السيارة المشبوهة الذي قاد إلى توقيف صاحبها (م.م)، الساكن بحي الهناء "حومة السوسي" بمقاطعة بني مكادة أيضا، والذي تبين من خلال البحث المنجز أنه يمارس مهنة كراء السيارات بشكل غير قانوني وبدون ترخيص، وأن لا علاقة له بعناصر الشبكة ونشاطها الإجرامي، وذلك قبل أن يدل محققي الضابطة القضائية على هوية زعيم العصابة (طارق)، الذي اكترى السيارة التي نفذت بها العملية، والذي تم توقيفه داخل مقهى عصرية بحومة الحداد، بعد نصب كمين محكم له. المتهم، وبعد توقيفه تم وضعه تحت تدبير الحراسة رهن إشارة البحث الذي جرى معه بإشراف مباشر من النيابة العامة المختصة، التي قررت اليوم الخميس، إيداعه السجن المحلي لطنجة في انتظار تحديد جلسة المحاكمة من أجل متابعته بالمنسوب إليه من تهم، في هذه القضية المتعلقة بجناية تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة الموصوفة، هذا في الوقت الذي أصدرت فيه القيادة الجهوية للدرك الملكي، مذكرة بحث وتقديم وطنية في حق الشركاء الأربعة الذين يوجدون في حالة فرار، بعدما تمكنت الضابطة القضائية للدرك من تحديد هويتهم الكاملة بكل دقة، حيث أكدت مصادرنا بأن مسألة توقيفهم وتقديمهم أمام العدالة، مسألة وقت فقط ليس إلا.