علمت "رسالة24" من مصادر مقربة، أن عناصر فرقة الخيالة الأمنية، المكلفة بحراسة سواحل طنجة، قد تمكنت أمس الأحد، على مستوى شاطئ الغندوري، من توقيف شخصين يشتبه في تورطهما في الهجرة السرية، على متن دراجة مائية جيت – سكي . الفرقة الأمنية المذكورة، عملت على استغلال معلومات أمنية دقيقة متوفرة، والتي تم تجميعها حول نشاط وتحركات مشبوهة لدراجة نارية مائية تتحرك على مستوى شاطئ الغندوري في الهجرة غير الشرعية، حيث قامت عناصرها بمراقبة مرشحين للهجرة السرية، وبمجرد ظهور الدراجة، عملت على توقيف المرشحين المعنيين، في حين تمكن سائق الدراجة المتورط في تنظيم العملية بالفرار في اتجاه عرض البحر، قبل حضور قوات خفر السواحل، حسب شهود عيان ممن عاينوا الواقعة المثيرة. وعلى إثر ذلك، تمت إحالة المشتبه فيهما من طرف المصالح الأمنية للأمن العمومي على المصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي وضعتهما تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث، قصد استكمال البحث الذي يجري معهما بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة، حيث اعترفا بنيتهما الهجرة السرية إلى الضفة الأخرى من المتوسط على متن دراجة نارية مائية جيت – سكي لأحد الأشخاص بمقابل مادي كبير، وقد مكنت الأبحاث من تحديد هويته الكاملة بكل دقة، إذ لازالت الأبحاث جارية على قدم وساق لإيقافه في أقرب وقت ممكن وتقديمه أمام العدالة، لمتابعته بخصوص هذه القضية المتعلقة بتنظيم الهجرة السرية، بعدما لجأ مؤخرا محترفو تهريب البشر، إلى استعمال تقنيات جديدة في تنفيذ عملياتهم في عرض البحر خاصة الدراجات النارية المائية جيت – سكي ، بعدما تم تشديد المراقبة على الحدود البحرية على طول الشواطئ الشمالية للمملكة. الجيت – سكي أحدث طرق "الحريك" يرى المتتبعون، أن ظاهرة الهجرة السرية نحو أوروبا وإسبانيا تحديدا، اتخذت في السنوات الأخيرة أبعادا خطيرة ومأساوية، إذ كانت في بداية تسعينيات القرن الماضي، الوسيلة الوحيدة التي يستعملها المرشحون للهجرة غير الشرعية، هي القوارب المطاطية السريعة التي كان يطلق عليها "قوارب الموت"، حيث كانت هذه الأخيرة تقل عشرة أشخاص، مقابل 10 ألاف درهم للشخص الواحد. لكن هذه الطريقة ما زالت مستفحلة رغم محاربتها من قبل الوحدات الأمنية المغربية والاسبانية. وبعد ذلك وبعد تشديد المراقبة الأمنية بين ضفتي المتوسط، ابتدعت شبكات الهجرة السرية والإتجار بالبشر طرقا حديثة للحريك، ومن بين هذه الطرق، تنظيم رحلات مكوكية على متن دراجة "جيت سكي" السريعة، حيث غالبا ما تكون الانطلاقة من مدينة القصر الصغير أو الشواطئ الشرقية لطنجة، نحو شاطئ طريفة، بالتراب الإسباني ووفق المصدر ذاته، فإن الرحلة تستغرق قرابة 15 دقيقة، ويتم نقل المرشح بمبلغ يناهز 40 ألف درهم. وبحسب عدد من الروايات، فإن هذه الرحلات غالبا ما تتم تحت جنح الظلام، ويرتدي خلالها المرشح للهجرة لباسا بلاستيكيا قويا خاصا بركوب البحر، حتى لا تتبلل ملابسه، ويبدو عاديا بميناء طريفة عقب وصوله إليه. إلا أن هذه الطريقة، توضح المصادر، رصدتها دوريات الحرس المدني الاسباني، علما أن عدة تقارير أمنية وتحقيقات صحفية رصدت أن استخدام الدراجات النارية كوسيلة جديدة في الهجرة السرية، استخدمت أيضا في تهريب كميات محدودة من المخدرات إلى الجنوب الإسباني بشكل خاطف، حيث تمكنت السلطات المحلية والأمنية المغربية من إحباط العديد من عمليات تهريب الحشيش بواسطة هذه الدراجات النارية الجهنمية بشواطئ طنجة، خاصة بمنطقة الغندوري، والتي كانت أخطرها عملية تهريب البشر والمخدرات على متن دراجتين مائيتين، زوال الثلاثاء 30 غشت 2016، التي تم إحباطها وتوقيف جميع المتورطين فيها.