بسبب غياب المصل المضاد لتسممات لدغات الأفاعي والعقارب، وغياب وحدات الإسعاف المتنقلة المجهزة، لفظ أحد مروضي الأفاعي بمدينة مارتيل، اليوم الاثنين، أنفاسه الأخيرة بقسم العناية المركزة بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، متأثرا بسم أفعى انتشر بسرعة كبيرة في أنحاء مختلفة من جسمه، بعدما لدغته بشكل مفاجئ. وكان الهالك الذي يحل بمارتيل كل موسف صيف، لتقديم عروض فنية للعموم في ترويض الأفاعي، قد لدغته أفعى جد سامة من نوعه "كبرى" كان يداعبها بإحدى ساحات حي الشبار الشعبي، أطلق لشدتها صرخة مدوية، وحاول علاج نفسه بنفسه بمص السم من مكان اللدغة كالعادة، غير أن العملية لم تكن كافية لتجاوز الخطر، علما أن ندرة الأمصال المضادة للسعات الأفاعي والعقارب من سوق الأدوية المحلية منذ سنة 2003، أصبح يهدد آلاف المواطنين باختلاف أعمارهم، وفي مناطق متعددة خاصة النائية والحارة منها، بخطر الموت المحقق. وبحسب مصادر "رسالة24″، فإن الضحية، الذي ينحدر من ضواحي مدينة مراكش، والبالغ من العمر حوالي 52 سنة، تم نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المذكور في وضعية صحية جد حرجة، حيث تم وضعه تحت المراقبة الطبية، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة به بعد دقائق معدودة من ذلك، قبل أن يتم إيداع جثته بمستودع الأموات البلدي التابع لذات المستشفى لإخضاعها للتشريح، من أجل الكشف عن أسباب الوفاة المباشرة، هذا في الوقت الذي فتحت فيه مصالح أن مفوضية أمن مارتيل، التابعة لولاية أمن تطوان، تحقيقا عاجلا حول ظروف وملابسات الوفاة. وكان المجلس للأعلى للحسابات، قد أكد سنة 2009، بمناسبة افتحاصه لمعهد باستور، ارتفاع عدد وفيات لدغات الأفاعي والعقارب بالمغرب بشكل ملحوظ بسبب غياب الأمصال، حيث انتقل عدد الوفيات جراء التسممات العقارب من 24 حالة وفاة سنة 2003، إلى 91 حالة وفاة سنة 2004، ومنها تسجيل 634 حالة وفاة لمرحلة 2003/2008 بناء على إحصائيات رسمية للمركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة.