رسم محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي صورة قاتمة عن واقع المدرسة المغربية، حيث كشف في عرض قدمه أمام في افتتاح الدورة الثانية عشرة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، اليوم الأربعاء بالرباط. عن معطيات صادمة تؤكد أن آلاف التلاميذ يتعثرون خلال السنة الأولى ابتدائي، مما يضطرون معه إلى مغادرة فصول الدراسة في سن مبكرة. وأشار في هذا الصدد إلى أن أعلى نسب التكرار تتمركز حسب المستويات الدراسية، بكل من السنة الأولى ابتدائي، والسنة الثالثة إعدادي والسنة الثانية بكالوريا، حيث أوضح أن نسبة 14.8 في المائة من تلاميذ الأولى ابتدائي كرروا خلال الموسم المنتهي 2016-2017، أي ما يزيد عن 100 ألف تلميذ، و32.6 في المائة بالنسبة لتلاميذ السنة الثالثة إعدادي و24.1 في المائة بالسنة الثانية باكالوريا. وفيما يخص نسب الانقطاع عن الدراسة، فقال حصاد إنها تشكل أعلى نسبة بالسنوات الإشهادية بالأسلاك الثلاث، مضيفا أن نسب الانقطاع في صفوف الفتيات تبقى مرتفعة بالتعليم الابتدائي مقارنة مع نسب انقطاع الذكور، في حين تنخفض بالثانوي الإعدادي، وتتساوى في الثانوي التأهيلي. وأعلن حصاد أنه خلال الدخول المدرسي المقبل 2017-2018، سيتم استقبال تلاميذ 5سنوات ونصف بمؤسسات التعليم العمومي بالسنة أولى ابتدائين وكذا تلاميذ التعليم الأولي (4 و5 سنوات) بكيفية تدريجية، بما يضمن تحقيق نسبة 67 في المائة سنة 2021-2022 وبلوغ 2022 وبلوغ التعميم سنة 2027 وفق توجهات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم. كما كشف الوزير أن السنة القادم سيتم طبع العدة الديداكتيكية الخاصة بالتعليم الأولي، وكذا العمل على تطوير اللغة العربية بالسنة الاولى ابتدائي، مع إدراج الفرنسية الفرنسية بالسنة الأولى ابتدائي باعتماد منهجية التعلم الشفهي، وتطوير تدرس اللغة الفرنسية بالمستويين الخامس والسادس ابتدائي. وتابع الوزير أن تدريس الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض سيصبح مصاحبا بالمصطلحات باللغة الفرنسية للاستئناس بها قبل التعليم العالي، بالإضافة إلى إدماج المسلك الدولي في 250 اعدادية. وزير التربية الوطنية، كشف أيضا أنه عازم على "استغلال الثانويات في الفترة الزوالية، بين الساعة الثانية عشرة والساعة الثانية بعد الزوال، وقال إن هذا الامر "قد يوفر علينا بناء أي ثانويةً جديدة". وأوضح الوزير أنه ابتداء من الموسم المقبل، سيعمم تدريس اللغة الإنجليزية بالسنة الثالثة ثانوي إعدادي، مع مواصلة إدماج المسلك الدولي (مزدوج اللغة) في التعليم الإعدادي حسب الطلب، كما سيمنح الترخيص لمؤسسات التعليم الخاص بإدماج المسلك الدولي )مزدوج اللغة( بالإعدادي. وفيما يخص التعليم الثانوي التاهيلي، قال حصاد إن وزارته ستواصل تنويع العرض بالبكالوريا المهنية لتحقيق نسبة 10 في المائة من مجموع التلاميذ في أفق 4 سنوات، وكذا إحداث مسارات مهنية بالثانويات التقنية (4 ثانويات تقنية) وتوسيع العرض بالمسالك الدولية لتشمل جميع الثانويات التأهيلية حسب الطلب وعلى مدى 3 سنوات. كما تعهد حصاد بمراجعة الكتاب المدرسي، حيث أشار إلى أنه خلال الدخول المدرسي 2019-2020 سيتم إصدا رالكتاب المدرسي الجديد للجدع المشترك، بينما في 2020-2021 سيتم إصدار الكتاب المدرسي الجديد للسنة الأولى بكالوريا، وفي 2021-2022 إصدار الكتاب المدرسي الجديد للسنة الثانية بكالوريا. ومن الإجراءات التي جاء بها حصاد والتي من شأنها ان تثير الجدل، تلك المتعلقة بممثلي جمعيات أباء والياء التلاميذ، حيث أكد على أنه خلال السنة المقبلة ستتم مراجعة النصوص التنظيمية والقانونية المرتبطة بتمثيلية أسر التلاميذ، بما يضمن تمثيلتها في مختلف مجالس المؤسسة بما في ذلك مجالس الأقسام، مع حرص على تمثيلية مشرفة للأمهات، إلا أنه عاد ليشدد على ضرورة العمل بمبدأ التنافي بين دوري الطرف والحكم، بعدم السماح بتمثيلية الأطر التربوية والإدارية داخل تمثيلية أسر التلاميذ بالمؤسسة التي يمارسون فيها.