وقع البنك الأوروبي للاستثمار والجامعة الأورومتوسطية بفاس، اليوم الجمعة بالرباط، عقدا تمويليا لقرض بقيمة 70 مليون أورو. ويروم العقد الذي وقعه بالأحرف الأولى نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار رومان إسكولانو، ورئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس مصطفى بوسمينة، تمويل بناء وتجهيز المجمع البيئي لهذه الجامعة. وأعرب إسكولانو بمناسبة حفل التوقيع على هذا العقد، عن اعتزاز البنك الأوروبي للاستثمار بتمويل هذا المشروع الذي سيستقبل أزيد من 6000 طالب يمثلون عدة جنسيات من المنطقة الأورومتوسطية وإفريقيا جنوب الصحراء. وسجل أنه إلى جانب 70 مليون أورو من تمويل البنك الأوروبي للاستثمار، ينضاف أيضا الدعم المالي للاتحاد الأوروبي الذي يمنح ، عبر آلية تسهيل الاستثمار بدول الجوار، مساعدة استثمارية بأزيد من 13 مليون أورو تمت المصادقة عليها. وأوضح أنه يرتقب أن يستفيد 80 في المائة من طلبة الجامعة من فرص للتنقل الدولي، مع الحصول على دبلوم مزدوج معترف به في أوروبا. وأشار إسكولانو إلى أن هذا المشروع الرائد بالنسبة للاتحاد من أجل المتوسط، سيساهم في تقوية الاندماج والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار بين الثقافات والتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وسجل أن هذا المجمع البيئي يعد إضافة رمزية للشراكة الأورو- متوسطية التي ستتعزز بين الطلبة والباحثين والمهنيين الشباب، في ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مع توفير فرص حقيقية للتكوين والتشغيل، مضيفا "نقوم بتطوير البنية التحتية الحديثة والمستدامة التي تندرج بشكل كامل في إطار مبادرتنا من أجل التصدي للتقلبات الاقتصادية والمساهمة في تطوير اقتصاد أخضر بالمغرب". من جانبه، أكد فتح الله السجلماسي، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أن الجامعة الأورمتوسطية بفاس، والتي تم وضع اللمسات الأخيرة على خطة تمويلها، تسعى لأن تصبح مركزا أكاديميا حقيقيا للتميز لفائدة الشباب المغربي، والأورومتوسطي والإفريقي، انسجاما مع رؤية جلالة الملك. وتابع أن الاتحاد من أجل المتوسط، "سعيد بدعم هذا المشروع الاستراتيجي الذي يشكل، من خلال مواضيع التربية والتكوين والحركية، إجابة مثلى على التحديات التي تواجه المنطقة". من جهته، أكد مصطفى بوسمينة أن إنشاء الجامعة الأورمتوسطية بفاس "نابع من رؤية ملكية للاندماج والعيش المشترك، والتبادل والمشاركة في بناء فضاء أكاديمي وثقافي يمثل بذرة اندماج إقليمي بين ضفتي المتوسط" . وأضاف أن "هدفنا لا يتمثل فقط في تكوين أفضل المتخصصين والخبراء حول القضايا التي تهم المغرب والمنطقة الأورومتوسطية، ولكن أيضا في تكوين المواطنين الأورومتوسطيين الواعين بمصيرنا المشترك والقادرين على رفع التحديات التي تواجه المنطقة الأورو- متوسطية من أجل جعلها فضاء للسلم والتنمية والرخاء المشترك". وتروم الجامعة الأورومتوسطية بفاس، التي رأت النور بدعم من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتحظى بالرئاسة الشرفية لجلالته، تعزيز الحوار بين الثقافات والتبادل والتعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وقد شاركت في وضع وتطوير البرامج التعليمية والبحثية في الجامعة، التي صممت وفقا لأفضل المعايير الدولية، وترتكز على المواضيع ذات الأولوية لتطوير المنطقة الأورو- متوسطية، أشهر مؤسسات التعليم العالي في فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال وألمانيا والسويد وتونس. وقد تم استلام الشطر الأول من المجمع البيئي للجامعة الأورومتوسطية بفاس، الذي يتكون من مقرات للتدريس والبحث ومطاعم وإقامات جامعية، في حين سيتم الانتهاء من أشغال البنايات الأخرى في 2021. وسيوفر هذا المجمع الجامعي الجديد، الذي تم تطويره بشراكة مع العديد من مؤسسات التعليم العالي والبحث داخل الفضاء المتوسطي ، للطلبة تكوينات مطابقة للمعايير الأوروبية، وكذا شهادات معترفا بها رسميا بأوروبا. كما سيتم تطوير أنشطة للبحث من الطراز العالي وبرامج خاصة تستجيب للحاجيات السوسيو اقتصادية لتشغيل الشباب على المستوى الجهوي والوطني وبالفضاء الأورومتوسطي، فضلا عن تقديم منح عن طريق الاستحقاق للطلبة الذين ينحدرون من أسر ذات دخل ضعيف. وتماشيا مع أهداف الدورة ال 22 لمؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ (كوب 22) ، سيتم إيلاء اهتمام خاص لحماية البيئة والنجاعة الطاقية للبنايات عبر، على الخصوص، وضع ألواح شمسية لتغطية جزء من الحاجيات الكهربائية للموقع. وتميز هذا الحفل أيضا بالتوقيع على عقد للتنمية بين وزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والجامعة الأورومتوسطية بفاس. ويهدف هذا العقد إلى تجديد عقد الشراكة والتنمية، الذي تم التوقيع عليه سنة 2013 بين الأطراف الثلاثة، من أجل تطوير الجامعة الأورومتوسطية بفاس لتمكينها من المشاركة في تكوين الموارد البشرية المؤهلة التي تواكب الاستراتيجيات القطاعية للبلاد. حضر حفل التوقيع أيضا وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي محمد حصاد، وكاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مونية بوستة، ومستشار الجامعة الأورومتوسطية بفاس محمد القباج.