تطل عيلك جماعة ناوور التابعة إداريا إلى قيادة أيت ويرة دائرة القصيبة إقليمبني ملال والتي تم إنشاؤها رسميا كجماعة قروية قائمة بذاتها خلال التقسيم الإداري لسنة 1992 وتعتبر كمنطقة جبلية غاية في الجمال الطبيعي تسر مناظرها العين ويرتاح بين ظهرانيها الزائر، إلا أن البعض لا يعرفون عنها إلا موقعها على الخريطة نظرا لتضاريسها الوعرة وسوء المسالك المؤدية إليها . تقع جماعة ناوور في دير جبال الأطلس المتوسط حيث تحدها شمالا جماعة دير القصيبة و الجماعة القروية أم البخت ، جنوبا جماعة بوتفردة وجماعة أيت أوقبلي ، شرقا جماعة تزي نسلي وغربا جماعة تنوغا وجماعة دير القصيبة وتابعة إداريا إلى ملحقة أيت ويرة بدائرة القصيبة إقليمبني ملال وتبعد عن مدينة قصبة تادلة بحوالي 60 كلم ، وقد خرجت إلى حيز الوجود الجماعي بالمغرب خلال تقسيم سنة 1992 على مساحة تقدر ب 288 كلم مربع حيث مكنها هذا التقسيم إلى أن تبين قدراتها وخصائصها في ظل غياب مداخيل للجماعة اللهم الضريبة على القيمة المضافة لا سيما وأن ميزانيتها تصل إلى 2 مليون درهم تصرف 75 في المائة منها في أجور موظفي الجماعة ، وتنقسم الجماعة إلى 3 مشيخات، 11 دائرة انتخابية و 16 دوار ويتكون مجلسها الجماعي من 11 عضوا ، كما يصل عدد الجمعيات بها إلى أكثر من 14 جمعية أسست اتحادا إضافة إلى أربع تعاونيات من بينها تعاونية للحليب والتي مكنت الساكنة من اقتناء البقر بفعل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وتتميز جماعة ناوور القروية بتضاريس جبلية متوسطة الارتفاع في سلسلة الأطلس المتوسط يتراوح علوها ما بين 900 و 1300م، ومناخ شبه قاري جد بارد شتاء وحار صيفا مع بعض الاعتدال في المرتفعات أما معدل الحرارة السنوي فيصل إلى 25 درجة، ويبلغ معدل الحرارة الدنيا 5 درجات والعليا 30 درجة والتساقطات المطرية 600 ملمتر وتبلغ مساحة المجال الغابوي بناوور 12000 هكتار والمراعي 2000 هكتار وكذا جبال ومراعي تغطي أكثر من 75 % من مساحة الجماعة وبخصوص الموارد المائية فتتوفر على 3أودية (واد ناوور- واد بنشرو- وأغبار) كما تتوفر على 10 أعين مهمة يبلغ صبيبها 14 لتر في الثانية. يقدر عدد سكان جماعة ناوور حسب إحصاء 2004 ب 6433 نسمة و ( 6409 نسمة سنة 1994 ) ، وتعتبر الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي لسكان الجماعة حيث تمثل المساحة الصالحة للزراعة مساحة تقدر ب 25 % من مساحة الجماعة (5026 هكتار)كما أنها بورية بنسبة 72 في المائة و78 % من الضيعات الفلاحية تتعدى مساحتها 5 هكتارات منها 38 % أكثر من 5 إلى 10 هكتارات لا سيما وأن زراعة القمح الصلب والطري تعتبر من أهم المزروعات حيث يحتل مساحة 2400 هكتار بإنتاج سنوي يقدر ب 13600 طن متبوعا بالشعير الذي يحتل مساحة 1600 هكتار والزراعات العلفية فتمثلها بالخصوص " الفصة " وتزرع على مساحة 190 هكتار ، كما يشكل إنتاج التفاح أبرز المنتوجات حيث يحتل مساحة 605 هكتار ومعدل إنتاج سنوي يصل إلى 114145 طن بحوالي 28000 شجرة ، وفي هذا الصدد أكد أحد فلاحي المنطقة ل " رسالة الأمة "ل قائلا : " هناك مجموعة من الإكراهات تواجه النشاط الزراعي بالمنطقة وهي انجراف التربة وعوامل التعرية كما أن غياب التأطير الكافي للفلاحين من طرف المصالح المختصة و محدودية المساحات المسقية و صعوبة الولوج لتسهيل التسويق ينعكس سلبا على المنتوجات الزراعية إلى جانب قساوة المناخ حيث البرد القارس يؤدي إلى إتلاف المحاصيل ... " وأضاف المتحدث ذاته " بخصوص تربية المواشي فتأتي تربية الأغنام في الدرجة الأولى بحوالي 20144 رأس متبوعة بالماعز بحوالي 7318 رأس ، أما الأبقار فتتكون من 1147 رأس ، و تعتمد تربية الماشية في المنطقة بشكل كبير على المراعي كمورد للكلأ ، حيث يعاني بدوره من كثرة الأمراض الطفيلية في ظل غياب التتبع البيطري والتلقيحات لفائدة المواشي بالإضافة إلى قلة الكلأ خصوصا في فصل الشتاء وكذلك ضعف الإنتاجية واستغلال الأطفال والنساء كرعاة ، كما تعتبر الهجرة الموسمية ظاهرة بارزة بالمنطقة لكونها تهم أغلبية الأسر بالجماعة ... " . من جهته أفاد أحد المهتمين بالشأن المحلي بجماعة ناوور : " أن هذه الأخيرة استفادت من مبلغ 50 مليون درهم على مدى خمس سنوات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كانت سببا مباشرا في أن ترقى ناوور إلى أحسن من السابق حيث مكنت المبادرة من تهيئة وإصلاح عدة مسالك لتسهيل عملية العبور بالنسبة للمنتوج الفلاحي لكن عملية مد المزارعين بالأدوية لا زالت تشكل مشكلا أساسيا بالنسبة لهم في ظل عدم مساعدة الجهات المعنية كما سيتم تشييد سد بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سيمكن الفلاحين من عملية سقي أراضيهم الفلاحية ، إضافة إلى منح تلاميذ المنطقة عدة دراجات عادية قصد تسهيل تنقلهم صوب المدارس وتمكين فلاحي المنطقة من اقتناء 30 سيارة فلاحية ( بيكوب ) وسيقام مشروع سياحي بالمنطقة يسمى مشتل سيدي اسعيد بشراكة بين الجماعة القروية لناوور والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والولاية ، وسيتم تهيئة طريق أيت بعلال بتمويل المجلسين الإقليمي والجهوي ، وبخصوص الإنارة العمومية فلازالت 70 في المائة من الساكنة تعاني من غيابها ( الإنارة ) ويطالبون بالتعجيل بها خاصة وأن جل المشاريع المبرمجة من طرف الجماعة تعتمد أغلبها على الإنارة كإنشاء معمل للمربى وتعاونية للحليب ومعامل لتلفيف منتوج الثوم ، كما تشكي الساكنة أيضا من عدم تدخل مصالح وزارة التجهيز وخصوصا الإدارة المحلية بالقصيبة التي لا تولي أي اهتمام لناوور فيما يخص إصلاح الطرقات ، لكن هناك نقطة يعتبرها السكان سوداء بالمنطقة وهو مشكل النقل السري حيث يطالبون الجهات المسؤولة بتسهيل مأمورية الحصول على رخص النقل المزدوج لتمكين الساكنة من التنقل ... " وفي الختام حث المتحدث ذاته على منح الجماعة القروية ناوور المزيد من الدعم والعناية للنهوض بها إلى مستوى أفضل على غرار ما قدمته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وفيما يخص الغابة فتعد غابة ناوور من أفضل الغابات المحتفظ بها سيما وأن هناك تنسيق بين السكان والجماعة ومصلحة المياه والغابات وفيما يخص المجال الصحي ففي سنتي 2003 و 2004 كان طبيب ينتقل من مدينة القصيبة صوب جماعة ناوور من أجل تقديم خدماته الطبية للساكنة لكن الآن وبعد إنشاء مركز صحي يتوفر على طبيبة أضحى السكان يستفيدون عن قرب من خدماته وبدأت الفحوصات الطبية تصل إلى 5000 و 6000 فحص طبي في السنة.