شهد اليوم الأول للانطلاق الفعلي ل "طرامواي البيضاء" إقبالا كبيرا منذ الساعات الأولى لصباح أمس الخميس، وقد سجل القائمون إقبالا كبيرا على أكشاك بيع التذاكر في ظرف أقل من ساعتين من صباح اليوم نفسه، وذلك على طول الخط الرابط بمسافة تبلغ 31 كيلو مترا بين منطقة سيدي مومن وجامعة الحسن الثاني طريق الجديدة مرورا بمنطقة عين الذئاب . وأرجعت مصادر من داخل أكشاك بيع تذاكر الطرامواي هذا الإقبال "الكثيف الذي سجل في الفترة الصباحية في أول أيام الانطلاق الرسمي "المؤدى عنه"، إلى السرعة والراحة اللتين يمتاز بهما طرامواي البيضاء. وعاينت "رسالة الأمة" إقبالا مكثفا على الطرامواي بمحطة التوقف التي تمر بجامعة الحسن الثاني طريق الجديدة، حيث تتركز معظم مؤسسات ومعاهد التعليم الجامعي، وكذا عموم محطات المنتشرة على طول الخط رقم (1) الذي تبلغ عدد محطات التوقف فيه 48 محطة. والتقت "رسالة الأمة" بمجموعة من مستعملي الطرامواي وغالبيتهم من الموظفين والطلبة، وعبر هؤلاء في التصريحات التي أدولوا بها للجريدة عن رضاهم لما لمسوه من سبل الراحة التي يوفرها الطرامواي، وهو الأمر الذي يؤكده أحد الركاب الذي كان متوجها إلى عمله قائلا "إضافة إلى الراحة هناك عامل السرعة. فقد كنت أقطع المسافة بين الحي الذي أقطن فيه ومقر عملي في ظرف يفوق أحيانا الساعة، واليوم لم تتجاوز المدة نصف ساعة". وسجل مستعملو الطراموي بعض الملاحظات تتعلق بتسعيرة التذاكر، حيث يرون في 6 دراهم ثمنا مكلفا لغالبية مستعملي وسيلة النقل الجديدة بالعاصمة الاقتصادية هذه، ويقول (أ،م) أحد الذين التقتهم "رسالة الأمة" على متن عربة الطرامواي في رحلة متوجهة إلى وسط المدينة، "حبذا لو تمت مراجعة تسعيرات التذاكر حتى تكون في متناول الجميع". مضيفا أنه "يتمنى أن تكون التسعيرات متقاربة مع تلك المعتمدة لدى حافلات النقل الحضري"، وأشار إلى ضرورة توفير تذاكر خاصة بالمسافات القصيرة، إذ أن تسعيرة 6 دراهم تغطي التنقل على طول مسار كامل، وأن يتم تفعيل التذكرة الصالحة لمدة ساعة واحدة. يذكر أن طرامواي الدارالبيضاء الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقته أول أمس الأربعاء، من المرتقب أن ينقل على متنه 250 ألف راكب يوميا، وكلف إنجازه حوالي 5.9 ملايين درهم، علما أن الميزانية الأولية التي خصص له هي 6.4 ملايين درهم. هذا، ويربط الخط الجديد ٬ الذي يعبر المدينة من الشرق إلى الغرب على مسافة 31 كلم الأحياء الرئيسية للمدينة ( شوارع محمد زفزاف ٬ وعقبة ٬ وتاشفين والشهداء٬ وعلي يعتة ٬ ومحمد الخامس٬ والحسن الثاني٬ وعبد المؤمن ومكة٬ وبانوراميك٬ والعمالات ٬ وأنوال٬ وعمر الخيام٬ وعبد الرحمن). ويشتمل على 48 محطة. ولم يكن اختيار مسار ترامواي الدارالبيضاء اختيارا اعتباطيا ٬ بل إنه يندرج ضمن "مسلك استراتيجي" يربط الأحياء المجاورة بوسط المدينة. وسيساهم هذا المسار "ثنائي التفرع" في ربط أفضل للمجال ٬ وإنعاش قلب مدينة الدارالبيضاء ومناطق الرواج التجاري٬ وتسهيل الترابط مع وسائل النقل الحضرية الأخرى وتحسين إطار حياة الساكنة من خلال ضخ أنشطة جديدة في الأحياء المجاورة. ويبلغ عدد عربات ترامواي الدارالبيضاء٬ التي يصل طولها الى 65 مترا٬ 37 عربة ٬ هي آخر ما أنتجته الشركة الفرنسية "ألسطوم" . وتتوفر العربات على نظام للتكييف ودرج منخفض يسهل ولوج الأشخاص محدودي القدرة على التنقل. ويشكل هذا النمط من النقل الإيكولوجي ٬ والذي بلغت استثماراته 9ر5 مليارات درهم٬ المرحلة الأولى من الشبكة الإجمالية للنقل النظيف وجزءا من مشروع شامل لتحسين التنقل بالمدينة . وبموازاة مع إنجاز الخط الأول للترامواي٬ تم إحداث مركز للصيانة بحي سيدي مومن يروم القيام بعمليات الصيانة وتخزين المعدات والتجهيزات الثابتة. وقد واكبت أشغال المشروع عملية إعادة التهيئة الحضرية لمساحة تقدر ب 90 هكتارا تمتد على طول مسار الترامواي شملت زرع 2000 شجرة ونخلة وإعادة زرع 2000 شجرة أخرى ٬ وتهيئة الأرصفة والطرق والممرات الأرضية والإشارات الضوئية وزرع حزام أخضر ٬ وكذا تثمين بعض الأحياء ومباني وساحات ذات قيمة تراثية وثقافية وسياحية هامة وتقليص التلوث والضوضاء٬ وإحداث فضاءات خاصة بالراجلين ٬ وهي كلها إجراءات وتدابير كفيلة بتمكين سكان الدارالبيضاء من فضاء جذاب يوفر العيش المريح.