سيظل يوم الثامن من دجنبر من سنة 2024 محفورا في ذاكرة السوريين والعرب. كيف لا وهو يوم سقوط نظام حكم طاغ عمّر لمدة خمسون سنة، والذي أدخل السوريين في حرب اتسمت بكل أشكال الإجرام والطغيان والتهجير . لقد فر الأسد هاربا رفقة أسرته بشكل مفاجئ بعدما رفض التنازل عن كرسي السلطة في الربيع العربي، وأدخل بلاد الشام في حرب شنعاء لمدة 13 سنة. ولقد شكل إعلان فصائل المعارضة عن هروب بشار الأسد وإعلان مدينة دمشق حرة، مفاجئة للسورين والعرب، متسائلين عن أسباب هذا التطور المفاجئ في سوريا في الوقت الذي قال فيه مصدر سوري إن مصير بشار الأسد تم حسمه يوم السبت الماضي، في مدينة الدوحة أثناء اجتماعات دول أستانا وشركائها العرب. وبحسب المصدر نفسه، فقد اعتمدت روسيا وإيران على معلوماتهما الاستخباراتية وتطورات الوضع في حمص، لتُخبرا أنقرة في الاجتماع أنهما مُستعدتان لتسهيل عملية الانتقال السياسي في البلاد شرط إدارة العمليات العسكرية مقابل مُغادرة بشار الأسد الفورية من سوريا وإصدار بيان من رئيس الوزراء الحالي يقوم فيه بالإعلان عن تسليم السلطة، وإعلام قادة الجيش ضباطها بسقوط النظام. بمغادرة الأسد، طوت سوريا صفحة وبدأت صفحة جديدة يترنح مستقبلها حسب المحللين والمهتمين بالشأن السياسي بين التشاؤم والتفاؤل وذلك بالنظر إلى التطورات الجيو سياسية التي تعرفها المنطقة ككل. فبشار الأسد لايعد اسما عاديا في تاريخ سوريا والمنطقة، ولا حتى على مستوى "الديكتاتوريات". فعلى مدى السنوات الماضية حوّل بقرارات منه سوريا إلى كومة من الخراب وأبناء البلد إلى نازحين ولاجئين.