تضع كوريا الجنوبية المملكة المغربية من ضمن أولويتها ضمن خطتها الاقتصادية الجديدة في تعزيز الأواصر الاقتصادية الإفريقية. وفي هذا الصدد، يعتقد محمد جدري المحلل الاقتصادي لرسالة 24 أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين المغرب وكوريا الجنوبية هي علاقات متميزة. لكنها، لا تذهب إلى أبعد مدى فيما يتعلق بالتبادلات التجارية، إذ لا يتعدى حجم المبادلات التجارية بين البلدين 620 مليون دولار بغلبة الصادرات الكورية نحو المغرب التي تقدر ب 360 مليون و 260 مليون فقط كإجمالي الصادرات المغربية نحو كوريا. ويعتبر المحلل الاقتصادي أن البلدين يفتحان صفحة جديدة للتعاون بإقدام كوريا الجنوبية على توقيع اتفاقية تبادل حر مع سبع دول من بينها المملكة المغربية. ويلمس الخبير الاقتصادي أوجه تعاون مهمة تتعلق بصناعة السيارات والطائرات وكذلك الطاقات المتجددة والبطاريات الكهربائية ، والتي ستمكن البلدين من لتقدم ومن المضي قدما. ويؤكد الأستاذ جدري أن المغرب يعد ممرا لا محيد عنه في التوجه نحو إفريقيا في الوقت الذي تستهدف فيه دول أسيوية إفريقيا تجاريا واضع عينها على أسواقها. وبالتالي، ستمكن هذه الاتفاقية الجديدة من توافد الاستثمارات الكورية للمملكة المغربية والرفع من المبادلات التجارية بين المغرب وكوريا الجنوبية في ما يتعلق بالصناعات الكهربائية والإلكترونية. ويتوقع خبيرنا أن النقاش الاقتصادي سيرفع من شأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خصوصا اليوم. فالمغرب أصبح محط اهتمام مجموعة من الدول، ويبحث بدوره عن شركاء جدد غير تقليديين. وبالتالي، يعد التوجه نحو كوريا الجنوبية خطوة مهمة جدا للاستفادة من التجربة والخبرة الكورية على مستوى العديد من القطاعات والصناعات الدقيقة. ولهذا، لابد أن نفتح أيدينا ترحيبا بهذا التعاون، وأن نمنحه دفعة جديدة.