خلفت فيضانات إقليم طاطا في الساعات الأولى من ليلة الأحد 22، أضراراً على مستوى ممتلكات الساكنة والبنية التحتية التي تذمرت بالكامل، جراء السيول الجارفة التي اجتاحت أغلب الدواوير، وأدت لانجراف حافلة للركاب بفعل السيول على مستوى واد طاطا، حيث أدت لمصرع أربعة أشخاص، فيما تم إنقاذ 13 آخرين. وفي هذا الإطار، قال المحجوب الهلالي أستاذ وفاعل جمعوي، ينتمي لدوار توريرت جماعة تكموت عمالة طاطا، أن الأمطار الغزيرة التي شهدها دوار توريرت، أدت إلى إتلاف الواحات المجاورة للوديان، وخلفت خسائر كبيرة جدا، إلى جانب ذلك تضررت الطرقات الرئيسية بسبب السيول الجارفة التي غمرت الطرقات خاصة القنطرات الرابطة بين الدواوير، حيث تدمرت القنطرة الرابطة بين إغرام وطاطا بالكامل. وأوضح المتحدث أن السيول التي عرفتها المنطقة خلال الأيام الماضية أدت إلى تدمير الطرقات الرئيسية خاصة المقطع الطرقي الرابط بين "تكموت" و"إغرم عبر "أسا"، بسبب حمولة الوديان، أما بخصوص الطريق الرابطة بين "إغرم" و"دوسان" فهي مقطوعة تماما عن "طاطا" وعن "إغرم" بسبب ارتفاع حمولة الوديان وأيضا الأوحال. وفي سياق متصل، قال الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أن أسباب هطول الأمطار الغزيرة بالمناطق الشرقية تحديدا خلال هذه الفترة، يرجع بالأساس لتغير المناخ بالدرجة الأولى، مؤكدا ان هنه المناطق لم تعرف مثل هذه الأمطار والسيول لأزيد من 70 سنة. مشيرا أن السنوات الأخيرة عرفت ارتفاع درجة الحرارة، التي أدت لتكون كميات هائلة من بخار الماء نتيجة تبخره سواء على مستوى المحيطات أو المنطقة القطبية، ونتيجة عدة عوامل منها التيارات هوائية جد معقدة أدت هذه السنة انحسار ظاهرة النينيو وبداية ظاهرة النينيا والتي تمثلت في صعود كتل هوائية ركامية على مستوى المنطقة الاستوائية والمدارية مما جعلها تصل إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط "ليبيا تونس ومصر والمغرب". أما بخصوص المناطق التي عرفت سيول كثيفة خاصة منطقة تافيلالت – زاكورة – ورزازات – طاطا وحوض واد درعة نتيجة انحصار تلك الكتل الركامية بسبب الحاجز الطبيعي لجبال لأطلس الكبير والمتوسط والصغير، أيضا تفاعل تلك الكتل الهوائية الركامية مع كتل هوائية منخفضة قادمة من الشمال، مما جعل التقاء هاتين الكتلتين على مستوى الجبال التي تعرف قدوم سيول عديدة بسبب الأمطار التي غزت خلال الأيام الأخيرة بعض المناطق بشكل قوي جدا، مما جعل الأودية التي كانت جامدة لمدة تزيد عن 20 أو 30 سنة، تظهر بشكل قوي وعنيف. أما بخصوص الحوادث التي عرفتها تلك المناطق، فقد حدثت نتيجة استيطان الإنسان لمجاري تلك المياه بسبب بحثه عن المياه الجوفية، إلى جانب عدم أخذ وزارة التجهيز والماء بعين الاعتبار خلال تشييدها لطرق والقناطر لمجرى الوديان، بل كانت تعتمد على معطيات آنية من قبيل حالة الجو وطبيعة المناخ السائد خلال السنوات الأخيرة مما أدى إلى إتلاف المسالك الطرقية وانقطاعها.